الجمعة، 9 أغسطس 2013

علم التجويد (شرح مبسط وشامل)



علم التجويد

علم التجويد

ما هو علم التجويد لغة وإصطلاحاً

التجويد لغة هو التحسين والإتقان ، يُقال جوُدّت الشئ تجويداً أى حسّنته تحسيناً .
والتجويد إصطلاحاً هو علم يُعرف به إعطاء كل حرف حقه ومستحقه مخرجاً وصفةً .

حكم التجويد شرعاً

العلم به فرض كفاية والعمل به فرض عين على كل مسلم ومسلمة يقرأ القرءان الكريم .
ومعنى فرض كفاية أى إذا قام به البعض سقط عن الجميع وسقط الأثم عن الجميع والدليل قوله تعالى :
(وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122) التوبة.
وأما فرض العين فهو يتعين على كل مسلم ومسلمه ولا يسقط الأثم عن الجميع بقيام البعض والدليل قوله تعالى (ورتل القرءان ترتيلا) ويقول إبن الجزرى :
والأخذُ بالتجويد حتمٌ لازم  من لم يُجوّد القران آثم
ثمرة علم التجويد وأنواع اللحن

صون اللسان عن الخطأ واللحن فى كلمات القرءان الكريم ؛ واللحن نوعان أو قسمان : القسم الأول اللحن الجلى أى الواضح ، والثانى اللحن الخفى .
فاللحن الجلى هو خطأ يطرأ على الألفاظ فيخِل بعُرف القرءاة  سواء أخلّ بالمعنى أم لم يُخل ، كتغيير حرف بحرف أو حركة بحركة مثل إبدال الطاء دالاً أو تاءاً ؛ أو كضم التاء فى أنعمت عليهم ؛ وسُمى هذا اللحن ظاهراً لإشتراك العلماء وغيرهم فى معرفته . وحكمه حرام يُعاقب عليه فاعله إن تعمده ، فإن فعله ناسياً أو جاهلاً فلا حرمة عليه .
وأما اللحن الخفى فهو خطأ يطرأ على الألفاظ قيُخل بعرف القرءاة دون المعنى كترك الإظهار فى المُظهر ، وترك الإدغام فى المُدغم ، وكقصر الممدود ، ومد المقصور ، وترك الغُنّة فيما ينبغى أن يُغنّ ، وسُمى خفياً لإختصاص علماء التجويد والقرءات بمعرفته دون سواهم . وحكمه مكروه ومعيب عند أهل الفن وعلماء القرءاة .وقيل يحرم ذلك لذهابه برونق القرءاة ولذا يجب مراعاة الأحكام قدر المستطاع حتى نصل إلى القرءاة الصحيحة .

فائدة علم التجويد

الفوز بالسعادة فى الدارين الدنيا والأخرة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أراد الدنيا فعليه بالقرءان ، ومن أراد الأخرة فعليه بالقرءان ومن أرادهما معاً فعليه بالقرءان ) وقال صلى الله عليه وسلم ( خيركم من تعلم القرءان وعلمه ) وصاحب القرءان الذى تلاه وعمل به يشفع لعشرة من أهل بيته كلهم أستحقوا النار وصاحب والقرءان يلبس والديه تاج الكرامه نوره أقوى وأضوء من نور الشمس فما بالنا بصاحب القرءان نفسه ، ويُقال لقارئ القرءان أقرء وأرتق ورتّل فإن منزلتك عند أخر أية تقرأها وبهذا الحديث أستدل بعض العلماء على أن منازل الجنة بعدد أيات القرءان والله أعلى وأعلم .
الحرف القرءانى
والحرف هو أصغر وحدة فى القرءان الكريم لذلك كان يتعين على من يريد تلاوة القرءان الكريم أن يعلم كيف كانت العرب وقت نزول القرءان الكريم تنطق الحروف التسعة والعشرين .
وجّه العلماء تركيزهم على الحرف لأنه أصغر وحدة فى القرءان الكريم واللغة العربية كما ذكرنا تتألف من تسعة وعشرين حرفاً من عرف مخارجها وصفاتها حال خروجها إستطاع أن يقرأ القرءان الكريم غضاً طرياً كما أُنزل.

حروف اللغة العربية
حروف اللغة العربية كما رتّبها نصر بن عاصم وهو ما عُرف بعد ذلك بأسم حروف اللغة العربية
أ   ب ت ث    ج ح خ    د ذ   ر ز  س ش    ص ض    ط ظ    ع غ    ف ق    ك ل     م ن هـ و لا ى
وهذه الحروف  تبدأ بالألف والتى تُسمى ألف مجازاً وإلا فهى الهمزة أما حرف اللام ألف فهى ألف لأنها لا تُنطق بدون حرف يتقدمها فوضعت اللام وكأنها كرسى للألف ؛ فهذه اللام ألف (لا) ليست لا الناهية ولا لا النافية ولكنها الألف التى فى قال ، مالك ، إياك
ونلاحظ أن نصر بن عاصم جمّع هذه الحروف على شكل مجموعات متشابهة فى الخط ، أمّا التى ليس لها شبيه فى الخط فقد وضعها وحدها وهى حروف (م ن هـ و لا ى)
حالات الحرف العربى
كل حرف ما عدا الألف له حالتين ساكن أو متحرك ، والمتحرك له ثلاث حالات : مفتوح ومكسور ومضموم . والأف لا تكون إلا ساكنة ولا يكون ما قبلها إلا مفتوح ؛ فليس فى اللغة العربية ألف متحركة أو ألف مُصدّرة ، أى فى أول الكلمة والذى نجده فى أول بعض الكلمات مثل كلمة : أدخل ، إستعمل هو ليس الألف وإنما هو الهمزة وُضع لها كرسى على شكل الألف .
والحرف المُشدّد هى عباره عن حرف ساكن + حرف متحرك

مراتب القراءة
أولاً : التحقيق
البطء من غير تمطيط أو الهدوء والتؤدة فى إخراج الحروف ؛ عند القرءاة بهدوء وتؤدة يمكن أن يمط الحرف زيادة عن حدة فالتمطيط توليد حروف المد من الحركات فالفتحة لها زمن إن زاد تولد حرف الألف ، والكسرة لها زمن إن زاد تولد حرف الياء (إِن الذين ) والضمة لها زمن إن زاد تولد حرف الواو (ولقد كُنتم )
علة التحقيق التمطيط ؛ أى يُخشى على التحقيق من التمطيط
والتحقيق مأخوذ به فى مقام التعليم (مثل المصحف المُعلّم للشيخ الحصرى)
ثانياً: التدوير
التوسط فى القرءاة لا بسرعة كالحدر ولا ببطء كالتحقيق
ثالثاً: الحدر
وهو السرعة فى القرءاة من غير دمج للحروف مع مراعاة أحكام التجويد ( ولقد جعلنا : يمكن أن يُدخل اللام فى النون ويقولها جعنّا ) ( صراط الذين أنعمت : يمكن أن يُسقط الهمزة فيقول صراط الذين نعمت  )
والدمج إدخال الحروف فى بعضها .
وعلة الحدر الدمج ؛ أى يُخشى على الحدر من الدمج
الترتيل
الترتيل فى الغة مأخوذ من قول العرب ثغرٌ مُرتّل ؛ أى أسنان منظمة فى الفم غير راكبة على بعضها ؛ أو يقال للطلاب : قفوا رتلاً أحادياً أى صفاً منتظماً ؛ ورتّل القرءان أى أنبذ القرءان حرفاً حرفاً أى أخرجه حرفاً حرفاً ؛ ترتيل القرءان هو بيان حروفه ونحن مأمورون بالترتيل أو ببيان حروف القرءان سواءاً حققنا القرءاة أو دوّرنا أو حدرنا ؛ فكلمة الترتيل كلمة تعم سرعات القرءاة الثلاثة ؛ الترتيل هو تجويد الحروف ومعرفة الوقوف وهو مطلوب أياً كانت سرعة القرءاة .
ملحوظة
هناك من العلماء من يجعل الترتيب مرتبة من مراتب القرءاة وبهذا يجعلها أربع مراتب وهو فى هذه الحالة يجعلها مرتبة تلى التحقيق .
أركان القرءة
للقرءاة ثلاثة أركان وهى
صحة السند : أى القرءاة على شيخ مُتقن النطق حاذق متصل السند بالنبى صلى الله عليه وسلم وهو أهم ركن .
الركن الثانى : ضرورة الموافقة للرسم العثمانى ولو إحتمالاً .
الركن الثالث : ضرورة الموافقة لوجه من وجوه النحو :
وفى ذلك يقول الإمام بن الجزرى فى الطيبة :
فكل ما وافق وجه نحو   وكان للرسم إحتمالاً يحوى
وصح إسناداً هو القرأن   فهذه الثلاثة الأركان

التعوذ والبسملة
الإستعاذة
الإستعاذة لغة وإصطلاحاً
الإستعاذة لغة : الإلتجاء والإعتصام والتحصن .
الإستعاذة إصطلاحاً : لفظ يحصل به الإلتجاء إلى الله سبحانه وتعالى والإعتصام به من الشيطان الرجيم
الإستعاذة ليست أية من القرءان الكريم ولكن نأتى بها عند تلاوة القرءان لقول الله تعالى : فإذا قرأت القرءان فأستعذ بالله من الشيطان الرجيم .
إذا أراد القارئ أن يقرأ شيئاً من القرءان الكريم سوءاً هذه القرءاة كانت تشمل سورة أو سورتين أو أكثر ،وسواءاً كانت هذه القراءة من أول السورة أو ما بعد أول أية لابد من تصدير أول القرءاة بالإستعاذة ، والتعوذ الواحد فى البداية يكفى أما البسملة فلابد من أن تكون فى بداية كل سورة .
لفظ الإستعاذة
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : لقول الله تعالى فى سورة النحل : فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98) . وهناك صيغ أخرى للإستعاذة مثل : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم ، أعوذ بالله اللطيف الخبير من الشيطان الرجيم . والصيغة الأولى هى المشهورة والمختارة عند أهل الأداء
أوجه الإستعاذة مع البسملة وأول السورة
لها أربع أوجه كلها مُباحة
الوجه الأول : قطع الجميع ، ومنه يتفرع القسم الثانى وهو
الوجه الثانى : قطع الإستعاذة عن البسملة ووصل البسملة بأول السورة
الوجه الثالث : وصل الجميع ومنه يتفرع القسم الرابع وهو
الوجه الرابع : وصل الإستعاذة مع البسملة وقطع الإستعاذة عن البسملة .

البسملة
البسملة لغة وإصطلاحاً
مصدر بسمل أى إذا قال بسم الله الرحمن الرحيم وهذا فى لغة العرب يسمى النحت وهو نحت حروف من كلمات جملة للتعبير عنها وهو ما يؤثر عن العرب وليس النحت فى اللغة لمطلق الناس بل فى كلمات مأثورة عن العرب مثل حوقل أى إذا قال لا حول ولا قوة إلا بالله ، وحيصل إذا قال حى على الصلاة .
ونحن نجدها أية مكتوبة فى المصحف الشريف إبتداءاً من سورة الفاتحة حتى سورة الناس ، عدا سورة براءة ولا خلاف بين العلماء أنها بعض أية من سورة النمل كما أنه لا خلاف بين العلماء فى إثباتها أول الفاتحة .
التعوذ إذاً تعوذ واحد يكفى فى البداية أما البسملة فلابد من أن تكون فى بداية كل سورة عدا سورة براءة . أمّا إذا أراد القارئ أن يقرأ من وسط السورة فله أن يُبسمل او لا . ولكن لابد أن ننوه على شئ فى هذه المقام ، فاللقارئ أن يبسمل بعد الأية الأولى أو لا يُبسمل ولكن هناك مواضع من الأولى له أن يُبسمل ومواضع من الأولى له ألا يُبسمل ؛ مثال ذلك : لو أردنا أن نبدأ القرءاة بقوله تعالى (وقالت اليهود يد الله مغلولة ) أو قوله تعالى (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة) من الأولى أن لا نُبسمل نشبهها بموضع براءة . أمّا إذا أردنا أن نبدأ بأية فيها ضمير يعود على رب العزة سبحانه وتعالى مثل قوله (هو الذى خلقكم ) فمن الأولى أن نبسمل ؛ فمثلاً لو قلنا : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، ونقول بعدها : هو الذى خلقكم لعله يصير لبس إلى أن الضمير يعود إلى أخر مذكور ؛ فالأولى فى مثل هذه المواضع أن نُبسمل . البسمله إذن فى مواضع التى بعد الأية الأولى حكمها التخيير ولكن على القارئ أن يلاحظ إذا كانت بداية القرءاة عن المنافقين والمشركين وذكر النار وما إلى ذلك فمن الأولى له ألاّ يُبسمل . أما إذا كانت الأية مُصدّرة بضمير يعود على الله سبحانه وتعالى فمن الأولى أن يًبسمل .
حكم أخر السورة والبسملة وأول السورة التالية
لها أربع وجوه ثلاثة تصح والرابع لا يصح وهو حرام
الوجه الأول : قطع الجميع
الوجه الثانى  قطع أخر السورة عن البسملة ووصل البسملة بأول السورة
الوجه الثالث : وصل الجميع
أما الوجه المحرم فهو وصل أخر السورة بالبسملة وقطع البسملة عن أول السورة وقد يتوهم السامع فى هذا الموضع أن البسملة أخر أية من السورة المنتهية .
نأتى لسورة براءة
من الفاتحة إلى بداية التوبة ثلاثة أوجه :
وقف ووصل وسكت
الوقف على أخر السورة ثم بدء أول براءة
وصل أخر السورة ببراءة
السكت على أخر السورة ثم بدء أول براءة
أما بعد سورة التوبة مع سورة التوبة ففيها حالة واحدة وهى الوقف أى الوقف على أخر السورة بعد براءة ثم البدء بأول براءة ؛ وهذا يُسمى إنتكاس وهو مُحرم حرمة تنزيهية أى هو أقرب إلى الحلال . أما فى وسط السورة سواءاً فى براءة أو غيرها فله أن يأتى بها أو لا يأتى .
حكم الإستعاذة والبسملة
إذا أراد القارئ أن يقرأ من القرءان سواء أول السورة أو بعد الأية الأولى فلابد له من الإستعاذة لقول الله تعالى : فإذا قرأت القرأن فأستعذ بالله من الشيطان الرجيم . أما البسملة فهو مُخير أن ياتى بها أو لا يأتى فى أوسط السور .
وقيل إنها مستحبة : ولها أربع حالات : حالتان يُجهر بها فيهما ، وحالتان يسر بها فيهما . فيجهر بها فى المحافل والتعليم ويسر بها فى الصلاة والإنفراد . وحالة أخرى جهراً وسراً ، فحالة الجهر أن يكون وسط جماعة وكان هو المبتدئ بالقراءة والحالة التى يسر بها أن يكون وسط جماعة وليس هو المبتدئ بالقراءة .
فائدة الجهر والسر بالإستعاذة
وجه الجهر أن ينصت السامع للقرءاة من أولها قلا يفوته شئ منها لأن التعوذ شعار القراءة وعلامتها . ووجه الإخفاء بها أن يحصل الفرق بين ما هو قرأن وما ليس قرأن .
تنبيه
لو قطع القارئ قراءته لعذر طارئ كالعطاس أو التنحنح أو لكلام يتعلق بمصلحة القراءة لا يعيد الإستعاذة .
أما لو قطعها إعراضاً عن القراءة أو لكلام لا تعلق له بالقراءة ولو لرد السلام فإنه يستأنف الإستعاذة .

أحكام النون الساكنة والتنوين

التنوين ظاهرة فى اللغة العربية وهو عبارة عن نون ساكنة تلحقها العرب أخر الأسماء (النكرة) لفظاً لا خطاً ، ووصلاً لا وقفاً وعلامته فى الخط مضاعفة الحركة نحو :
بيتاً ، بيتٌ ، بيتٍ
عليماً ، عليمٌ عليمٍ
وضع النون الساكنة مع حروف الهجاء له أربع أحوال :
الإظهار ، الإدغام ، القلب ، الإخفاء

الحكم الأول من أحكام النون الساكنة والتنوين : الإظهار (الحلقى)

الإظهار لغة هو البيان أو الإيضاح ، وإصطلاحاً هو إخراج كل حرف من مخرجه من غيرزيادة فى الغنة فى الحرف المُظهر والحرف المُظهر هو النون الساكنة والتنوين .
متى يكون الإظهار
تُظهر النون الساكنة إذا أتى بعدها حرف من أحرف الحلق الستة وهى : الهمزة والهاء ، والعين والحاء ، والغين والخاء . وأحكام النون الساكنة تكون فى كلمة وكلمتين .
وقد رمز إلى أحرف الحلق بعضهم بقوله : إن غاب عنى حبيبى همنى خبره ، فيؤخذ من كل كلمة منها الحرف الأول .
وعلة الإظهار وسببه التباعد الشديد بين مخرج النون الساكنة والتنوين ومخرج أحرف الحلق الستة ؛ فالنون والتنوين من طرف اللسان وحروف الإظهار من الحلق ولذا سميت حروف حلقية وسمى الإظهار حلقى .
ومراتب الإظهار ستة :
عليا عند الهمزة والهاء (لأنهما من أقصى الحلق)
ووسطى عند العين والحاء (لأنهما من أوسط الحلق)
ودنيا عند الغين والخاء (لأنهما من أدنى الحلق)
؛ أى كلما كان مخرج الحرف أبعد كلما كان الإظهارُ أقوى
علامات النون المظهرة فى المصحف :
بالنسبة للنون الساكنة
على النون الساكنة سكون على شكل رأس حاء صغيرة (أنظر المصحف الشريف)
بالنسبة للتنوين
أن نرى التنوين متراكباً وبعده حرف حلقى (أنظر المصحف الشريف)

الحكم الثانى من أحكام النون الساكنة والتنوين : الإدغام

الإدغام لغة هو الإدخال ( أدغمت اللجام فى فم الفرس)، وإصطلاحاً هو إيصال حرف ساكن بحرف متحرك ، بحيث يصيران حرفاً واحداً مُشدداً كالثانى ، يرتفع المخرج عنهما إرتفاعة واحدة .
تُدعم النون الساكنة والتنوين إذا أتى بعدها حرف من أحرف يرملون (ومعناها يُسرعون) وهو قسمان
القسم الأول : إدغام بغنة فى أحرف ينمو . ويسمى أيضاً إدغاماً ناقصاً ، وسُمى ناقصاً لذهاب الحرف الأول وهو النون الساكنة والتنوين وبفاء الصفة وهى الغنة ، والغنة مانعة من كمال التشديد
الثانى : إدغام بغير غنة فى حرفى اللام والراء . ويُسمى أيضاً إدغاماً كاملاً أى كامل التشديد ذلك لذهاب الحرف والصفة معاً .
أحكام النون الساكنة بالنسبة للإدغام تكون فى كلمتين ولا تكون فى كلمة (أى تكون متطرفة ولا تكون متوسطة ) ، أى إذا أتى بعد النون الساكنة حرف من حروف الإدغام فى كلمة واحدة فلا ندغم والعلة فى ذلك هو تغير المعنى وهما أربع كلمات فى المصحف لا خامس لهم :
دنيا ، صنوان ، قنوان ، بنيان
فلو أدغمنا تغير المعنى فأصبحت الكلمات السابقة كالتالى :
ديُّا ، قوّان ، صوّان ، بيّان
وهذه الكلمات تختلف فى معناها عن الكلمات السابقة ؛ العلة إذاً من الإظهار هو كيلا يتغير المعنى .
وهذا الإظهار هنا يسمى إظهار مطلق لعدم تقيده بحروف الحلق والإظهار المطلق فى كلمة واحدة فى القرأن ورد فى هذه الكلمات التى ذكرناها أما الإظهار المطلق من كلمتين فلم يأتى إلا فى موضعين إثنين من القرأن هما : يس والقرأن الحكيم ، ن والقلم وما يسطرون .
سبب الإدغام وعلته
التماثل والتقارب والتجانس
فالتماثل فى إدغام النون فى النون ، والتقارب فى إدغام النون فى كلاً من الراء واللام والواو والياء ، والتجانس فى إدغام النون فى الميم .
وفائدة الإدغام التخفيف لأن الحرف المُدغم مُشدّد والحرف المشدد يقوم مقام حرفين ساكن فمتحرك وينطق بهما حرفاً واحداً .
مخرج النون
النون عبارة عن جزأين مجوعهما يشكل حرف النون :
الجزء الأول من اللسان وهو أن يقرع طرف اللسان ما يحاذيه من غار الحنك الأعلى يصاحب هذه الضربة أو هذا الإصطدام أو هذه الضربة غنة من التجويف الأنفى أو من الخيشوم وهذا هو الجزء الثانى .
النون إذن جزأن جزء لسانى وجزء خيشومى .
عندما نُدغم النون فى حرف من حروف يرملون ما الوضع ، أو ماذا يحدث
أولاً إذا كان الإدغامُ فى حروف ينمو فإن الغنة باقية والذى يُدغم من النون هو الجزء اللسانى فقط .
تنبيه
قد يأتى البعض بواو محضة دون الغنة ولكن لابد من الواو من الشفتين والغنة من الخيشوم يبدأن معاً وينتهيان معاً ولا يطغى أحدهما على الأخر بل نسبة خروجهما متساوية
إذن وضع النون الساكنة حال الإدغام بجزأيه كالتالى :
مع حروف الإدغام بغنة : الجزء اللسانى مُدغم والغنة مُظهرة ( من ولى )
مع حروف الإدغام بلا غنة : الجزء اللسانى مُدغم والغنة مُدغمة ( غير ظاهرة ) ومثال ذلك ( من ربك )إذن لم يبق من النون شيئاً وإنما فى المثال السابق نسمع راء مشددة . من لدنه : لام مشددة
علامة الإدغام فى المصحف بالنسبة للنون الساكنة والتنوين
علامة الإدغام الكامل بالنسبة للنون الساكنة فى أحرف ( ن ، م، ل ، ر ) عدم وضع السكون على النون مع تشديد الحرف التالى نحو :
 ولن نّشرك ، من مّال ، من لّدنه ، من رّبك
بالنسبة للتنوين
كما ذكرنا أن فى الإظهار حركته متراكبتين أى فوق بعضهما ، أما هنا فى الإدغام فعلامته تتابع الحركات مع تشديد الحرف التالى .
علامة الإدغام الناقص للنون الساكنة والتنوين فى حرفى اللام والراء :
علامته بالنسبة  للنون الساكنة
عدم وضع السكون على النون مع عدم تشديد الحرف التالى نحو :
من وَلى ، فمن يَعمل
علامته بالنسبة للتنوين
تتابع الحركتين مع عدم تشديد الحرف التالى .

الحكم الثالث من أحكام النون الساكنة والتنوين : القلب  

الإنسان بفطرته إذا جاء فى كلامه نون ساكنة بعدها باء فإنه يقلب هذه الباء ميماً . فلو سألت شخص عن عطر العنبر يقول لك هذا عمبر ، وتقول عن الأنباء ، الأمباء
وهنا ينتقل الحكم من النون الساكنة إلى الميم الساكنة .
سبب الإقلاب
سهولة النطق بالنون الساكنة والتنوين بقلبهما ميماً وإخفائهما فى الباء فهو أيسر من الإظهار والإدغام (أى إدغام الميم أو إظهارها عند الباء )
القلب لغة هو تحويل الشئ عن وجهه أو تحويل الشئ عن وضعه الطبيعى . والقلب لهذا المعنى أفصح من الإقلاب . وإصطلاحاً قلب النون الساكنة والتنوين عند الباء ميماً مع مراعاة الغنة والإخفاء :
من بعد ، أن بورك ، سميعٌ بصير ، شئٍ بصير
وللأخفاء حرف واحد هو الباء والقلب يكون فى كلمة أو فى كلمتين .
كيف يتحقق الإقلاب
أولاً : قلب النون الساكنة أو التنوين ميماً
ثانياً إخفاء الميم فى الباء
ثالثاً الغنة مع الإخفاء .
فائدة
يُمنع كز الشفتين عند الإقلاب ، ويُمنع الإنفراج الكبير الذى هو من باب الإخفاء الحقيقى لأن الإقلاب هنا من باب الإخفاء الشفوى (إنتقل الحكم إلى الميم الساكنة). والصحيح إطباق الشفتين إطباقاً خفيفاً أو تلامس خفيف بين الشفتين ( ينبذن )
علامة القلب فى المصحف
للنون الساكنة أن تُجرّد من حركتها مع وضع ميم صغيرة فوق النون بدل السكون .
بالنسبة للتنوين فى حالة الفتح بدلاً من فتحتين نضع فتحة واحدة وميماً والميم توضع بدل الحركة الثانية أى الحركة أولاً تليها الميم ، وفى التنوين بالضمة نضع ضمة واحدة وميماً وفى حالة الكسر كسرة واحدة وميماً . وللأمثلة أنظر المصحف الشريف .

الحكم الرابع من أحكام النون الساكنة والتنوين : الإخفاء (الحقيقى)

الإخفاء فى اللغة هو الستر . وإصطلاحاً هو نطقٌ بحرفٍ بصفةٍ بين الإظهار والإدغام، عارٍ عن التشديد ، مع بقاء الغنة فى الحرف الأول
تُخفى النون الساكنة أو التنوين إذا أتى بعدها حرف من حروف الإخفاء الخمسة عشر المجموعة فى أوائل هذا البيت ( من تحفة الإطفال)
صف ذا ثنا كم جاد شخصٌ قد سما
دم طيباً زد فى تقى ضع ظالماً
ماذا يفعل القارئ إذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين حرف من حروف الإخفاء الخمسة عشر :
المطلوب من القارئ أن ينتقل من الحرف الذى قبل النون فى النطق إلى تهيئة الفم على مخرج الحرف الأتى بعد النون وعند هذه التهيئة يبقى من النون غنّتها من الخيشوم فقط أما الجزء اللسانى فى النون فلا يظهر .
مثال ذلك فى بعض الأمثلة مع الشرح :
أنفسكم
: نلاحظ أن الفم مُهئ على مخرج الفاء وينطق القارئ من أنفه غنة ، فإذا أنتهى زمنها (وللغنة زمن سيلى شرحه بإذن الله) ووصل إلى الفاء نطق الفاء بلا غنة . إذن ما نجده حال الإخفاء فى المثال السابق : همزة ، فمٌ مُهئ على مخرج الفاء مقرونٌ بغنة من الخيشوم والمقطع الثالث فاء مضمومة لا يصاحبها غنة .
تنذرهم :
ننتقل من التاء إلى مخرج الذال ولكن لا ننطق ذالاً بل ننطق من الأنف غنةً فإذا أنتهى زمن الغنة نطقنا ذالاً مكسورة مجردة عن الغنة .
وغنة الإخفاء تكون من جنس الحرف الواقع بعده فإن كان ما بعدها حرف إستعلاء فُخمت الغنة وإن كان ما بعدها حرف إستفال رُققت الغنة .
من دون ، أن كان ، ماءً ثجاجاً ، كلمةً طيبة
مراتب الإخفاء
للإخفاء ثلاث مراتب هى :
عليا : عند الطاء والدال والتاء لقربها مخرجاً من النون الساكنة والتنوين
دنيا : عند القاف والكاف لبعد مخرجهما عن النون الساكنة والتنوين .
وسطى : عند بقية حروف الإخفاء لأنها لم تبعد عن مخرج النون ولم تقرب منها بل كانت وسطاً بينهما .
فائدة
حرف المد الألف لم يُذكر ضمن أحكام النون الساكنة والتنوين لأنه ساكن والساكن لا يأتى بعد ساكن أبداً لذلك ليس لها مع الألف حكماً .
سبب الإخفاء
وسبب الإخفاء هو أن النون الساكنة والتنوين لم يخرج مخرجهما من مخرج حروف الإخفاء الخمسة عشر فيُدغما ولم يبعد عن هذا المخرج فيظهرا لذلك أُعطى حكماً متوسطاً بين الإظهار والإدغام وهو الإخفاء . وأعلم أنه فى حالة اإخفاء لا عمل للسان أبداً .

معنى بصفة بين الإظهار والإدغام
معنى هذا الكلام أننا فى نطقنا فى إخفاء النون شبهاً بين الإظهار ومخالفة له ؛ وفى نطقنا فى إخفاء النون شبهاً بين الإدغام ومخالفة له . فالإخفاءُ يشبه الإدغام ويخالفه ويشبه الإظهار ويخالفه . فما معنى هذا الكلام ؟
نلاحظه فى الجدول التالى
           الجزء اللسانى     الجزء الخيشومى
الإظهار           موجود              موجود
الإخفاء           معدوم               موجود
الإدغام           معدوم               معدوم

الفرق بين الإدغام والإخفاء
الإخفاء لا تشديد معه مُطلقاً بينما الإدغام فيه تشديد  ؛ الإخفاء يكون عند حرف بينما الإدغام يكون فى حرف ؛ الإخفاء يأتى من كلمة ومن كلمتين بينما الإدغام لا يكون إلا من كلمتين .
علامة الأخفاء فى المصحف للنون الساكنة والتنوين
بالنسبة للنون :
تجريد النون من السكون مع عدم تشديد الحرف التالى
من وَلى ، أن كان ، من قبل
بالنسبة للتنوين :
تتابع الحركتين مع عدم تشديد الحرف التالى .
أحكام النون والميم المشددتين

يجب على القارئ عند النطق بنون أو ميم مشددتين تطويلُ الغنة فيهما أكملُ ما يكون بمقدار حركتين والحركة مقدار قبض الإصبع أو بسطه .
يسمى كلاً من النون والميم المشددتين حرف غنة مُشدد
أمثلة : الجنّة ، ولكنّ الله سلّم ، حمّالة الحطب ، فى اليمّ ولا تخافى . وتبقى الغنة فى الوقف كما هى فى الوصل سواء وقع كلاً منها فى وسط الكلمة أو فى أخرها .
تعريف الغنّة
الغنة لغة صوت أرن يخرج من الخيشوم لا عمل للسان فيه  ، والخيشوم هو أقصى الأنف من داخلها . والغنة إصطلاحاً صوت لذيذ له رنين مُركّب فى جسم النون والميم المُشددتين . قيل إنه يُشبه صوت الغزال إذا ضاع ولدها .
أماكن وجود الغنة
أولاً : فى النون الساكنة والتنوين حال الإدغام بغنة نحو : من يقول . وحال القلب نحو : أن بورك . وحال الإخفاء الحقيقى نحو : أن صدوكم .
ثانياً : فى الميم الساكنة حال الإخفاء الشفوى نحو : فأجكم بينهم . وحال إدغام المثلين الصغير نحو : خلقكم من نراب .
ثالثاً : فى النون والميم المشددتين حالة وقوعهما وسطاً نحو : إنّما ، لمّا . وطرفاً نحو : إنّ ، عمّ .
مراتب الغنة (فى الميم والنون)
أكملها : المُشدد والمُدغم كامل التشديد نحو : من نّعمة
المدغم ناقص التشديد نحو : فمن يعمل
ثم المخفى ويدخل فيه الإقلاب نحو : ينطقون
ثم الساكن المُظهر نحو : أنعمت
ثم المتحرك نحو : نشرح ، مرض .
والوقع أنها تظهر فى المراتب الثلاثة الأول ، أما فى حالتى الساكن المُظهر والمتحرك فالثابت فيها أصلها لا كمالها ، وإستدلوا على ثبوت الغنة فى الساكن المُظهر والمتحرك حيث يتعذر النطق بالنون والميم المُظهرتين أو المحركتين إذا إنسدّ مخرج الغنة وهو الخيشوم . ( من أصيب بالزكام لا يمكنه أن يأتى بالنون والميم على الوجه الصحيح )
كيفية النطق بالغنة
هى تابعة لما بعدها تفخيماً وترقيقاً فإن كان ما بعدها حرف إستعلاء فُخمت نحو : ينطقون ، وإن كان ما بعدها حرف إستفال رُققت نحو : ما  ننسخ .

أحكام الميم الساكنة

والميم الساكنة هى الميم الخالية من الحركة نحو : لمْ ، منْكم ، لكمْ
لها ثلاثة أحكام مع حروف الهجاء عدا الألف
الإدغام والإخفاء والإظهار
أولاً : الإدغام (ويسمى إدغام المثلين الصغير)
إذا أتى بعدها ميم فحكمها الإدغام : لكم ما كسبتم ، ما لهم من الله
وسمى إدغام لإدغام الميم الساكنة فى الميم المتحركة . ومثلين لأن كلا الحرفين هو عين الأخر ، وسُمى صغير لأن الأول منها ساكن والثانى متحرك.
ثانياً : الإخفاء (ويسمى الإخفاء الشفوى)
وسمى الإخفاء شفوياً لأن الميم والباء يخرجان من الشفتين وحرف الإخفاء مع الميم الساكنة هو الباء لا غير . حكم الميم إذن إذا أتى بعدها باء أن تُخفى نحو : ترميمهم بحجارة ، وما هم بمؤمنين . ولابد من الإخفاء مع الغنة .
والفرق بين الإخفاء الشفوى والإخفاء الحقيقى ، أن الإخفاء الحقيقى يتم فيه ستر النون الساكنة والتنوين وإعدامهما حالة النطق عند حروف الإخفاء الخمسة عشر ، أما الإخفاء الشفوى فيتم فيه تبعيض الميم وإضعافها حالة النطق عند حرف الباء .
كيفية الإخفاء
نطبق الشفتين على الميم ونغن ثم نفتحهما على الباء : وهو أمر فطرى يفعله الإنسان من غير تكلف .
والإخفاء كما ذكرنا لغة هو الستر وإصطلاحاً هو نطقٍ بحرفً بصفةٍ بين الإظهار والإدغام ، عارٍ عن التشديد مع بقاء الغنة فى الحرف الأول
ثالثاً الإظهار (ويسمى الإظهار الشفوى )
مع باقى الحروف عدا الألف لأن الألف ساكنة ولا يجتمع ساكن مع ساكن فليس لها مع الميم الساكنة حكماً .
والإظهار هو عدم تغيرها وعدم تأثيرها فى الحرف الذى تليه
مثال : أم لم تنذرهم لا يؤمنون .
وسمى إظهار لإظهار الميم الساكنة عند ملاقيتها للحروف . وسمى شفوياً لأن الميم المُظهرة تخرج من الشفتين .
الإظهار فى اللغة البيان وإصطلاحاً هو أن يخرج كل حرف من مخرجة من غير زيادة فى الغنةلأن الميم فيها شيئاً من الغنة ولكن لا تطويل فيها .
تنبيه
إذا أتى بعد الميم الساكنة واو أو فاء لابد من الحذر فى النطق حتى لا تختفى الميم مع الواو والفاء لإتحاد المخرج ، فالميم والواو والفاء من الشفتين . عند نهاية الميم الفم مُهئ على مخرج الواو والفاء .

اللامات السواكن
أنواع اللامات الساكنة الواردة فى القرأن الكريم
اللام إما ساكنة وإما متحركة واللام المتحركة تدخل فى بنية الكلمة مهما كان نوعها أما اللام الساكنة فهى أحد خمس أنواع :
لام ال التعريفية ، لام الأسم ، لام الفعل ، لام الأمر ، لام الحرف
أولاً : لام ال التعريفية
وهى اللام الساكنة التى يُعبّر عنها بلام التعريف وهى زائدة على الكلمة التى تدخل عليها يسبقها همزة وصل نحو : الحكيم ، الودود ، الكريم ، المؤمنين
أحكام ال التعريف
للام ال التعريفية حكمان مع أحرف الهجاء التى تأتى قبلها : الإظهار ،  الإدغام
الإظهار يكون بوقوعها قبل أربعة عشر حرفاً من حروف الهجاء جمعها الإمام الجمزورى فى تحفته فى جملة : إبغ حجك وخف عقيمه .
فإذا وقعت قبل أحرف من هذة الأحرف يجب إظهارها ويُسمى إظهاراً قمرياً وتسمى اللام القمرية . وسمى الإظهار بالقمرى لأنه ليس إظهاراً حلقياً والذى يكون مع النون الساكنة قبل أحرف الحلق الستة ، كما أنه ليس إظهاراً شفوياً وهو مع الميم الساكنة إذا أتى بعدها حرف من حروف الهجاء الستة والعشرين عدا الباء والميم . الإظهار إذن ثلاثة أنواع ( إظهار حلقى ، إظهار شفوى ، إظهار قمرى ) وسبب تسمية هذا الإظهار مع لام أل التعريفية الإظهار القمرى على سبيل التشبيه حيث شُبّهت اللام بالنجوم والحروف التى تظهر معها ( إبغ حجك وخف عقيمه) شُبّهت بالقمر وحال القمر مع النجوم هو أن كلاً منهما يظهر فى وجود الأخر أو ما يُسمى بجامع الظهور .  
والحكم الثانى وهو الإدغام ويكون بوقوعها أيضاً قبل أربعة عشر حرفاً جمعها صاحب التحفة فى أوائل كلمات هذا البيت :
طب ثم صل رحما تفز ضف ذا نعم دع  سوء ظن زر شريفا للكرم
فإذا وقعت اللام قبل أحرف من هذه الأحرف وجب إدغامها ويسمى إدغاماً شمسياً وتسمى اللام الشمسية ومع النون فقط تُدغم بغنة . والإدغام الشمسى يختلف عن الإدغام بغنة والإدغام بغير غنة والذى يأتى فى النون الساكنة والتنوين إذا أتى بعدها حرف من حروف يرملون ، وهو يختلف أيضاً عن إدغام المثلين الصغير الذى يأتى مع الميم الساكنة إذا أتى بعدها ميم متحركة . وسُمى إدغاماً شمسياً على سبيل التشبيه أيضاً كما هو الحال مع الإظهار القمرى حيث شُبّهت اللام بالنجوم وحروف إدغامها المجموعة فى قول الناظم ( طب ثم صل ..... ) شُبّهت بالشمس وحال الشمس مع النجوم هو أن يختفى كلاً منهما فى وجود الأخر أو ما يُسمى جامع الخفاء .
النوع الثانى من اللامات السواكن : لام الأسم
هى اللام الواقعة فى كلمة أسمية وتكون حرفاً من حروفها الأصلية وحكمها وجوب الإظهار مطلقاً .
ومن أمثلتها : ألسنتكم ، ألوانكم ، سلْطانا
النوع الثالث من أنواع اللامات : لام الفعل
وهى اللام الساكنة الواقعة فى فعل سواء كان الفعل ماضياً نحو : ألتقى ، أو مضارعاً ، نحو : يلْتقطه ، أو أمراً نحو : قلْ .
ولها قبل حروف الهجاء حكمان هما الإظهار والإدغام
الإظهار يكون بوقوع لام الفعل قبل جميع حروف الهجاء عدا حرفى اللام والراء وسبب الإظهار بعد مخرج اللام عن مخرج حروف الهجاء الستة والعشرين .
أمثلة : قل بلى وربى ، فقلت أستغفروا ربكم ، قل حسبى الله .
والحكم الثانى وهو الإدغام ويكون بوقوع لام الفعل قبل حرفى اللام والراء وسبب إدغامها التماثل مع اللام والتقارب مع الراء .
أمثلة : وقل رب زدنى علماً ، قل لكم ميعاد يوم .
النوع الرابع من أنواع اللامات السواكن : لام الأمر
وهى اللام الساكنة الزائدة عن بنية الكلمة وبعدها فعل مضارع بشرط أن تكون مسبوقة بالحروف التالية :
الواو : مثل : وليوفوا . الفاء : مثل : فلينظر . ثم : مثل : ثم ليقضوا .
وحكمها وجوب الإظهار مطلقاً .
النوع الخامس من أنواع اللامات السواكن : لام الحرف
وهى اللام الواقعة فى حرفى : هل ، بل ولها قبل حروف الهجاء حكمان هما الإظهار والإدغام
الإظهار ويكون بوقوعها قبل جميع حروف الهجاء عدا اللام والراء وسبب الإظهار كما ذكرنا بعد مخرج اللام عن مخرج حروف الإظهار الستة والعشرين .
أمثلة : بل سولت ، بل هم ، بل تأتيهم
الحكم الثانى الإدغام ويكون بوقوعها قبل حرفى اللام والراء وسبب الأدغام التماثل مع اللام والتقارب مع الراء .
أمثلة : بل ربكم ، بل لما ، هل لكم
ويُستثنى من ذلك لام بل ران فى حالة السكت عليها سكتة لطيفة لحفص من طريق الشاطبية ففى حالة السكت يكون حكمها الإظهار ، وفى حالة عدم السكت يكون  حكمها الإدغام .
المثلان والمتقاربان والمتجانسان والمتباعدان

إذ ألتقى الحرفان لفظاً وخطاً أو خطاً فقط إنقسما إلى أربعة أقسام : مثلين ، ومتقاربين ، و متجانسين ، ومتباعدين . وذلك كما تقتضيه القسمة العقلية ، وإن كان ذكر المتباعدين لا حاجة له هنا (لكن سنذكره) ، لأن المقصود من هذا الباب معرفة ما يجب إدغامه وما يجوز ، وما يجب إظهاره .
والإدغام إنما يُسيغه التماثل والتقارب والتجانس . أما التباعد فله الإظهار المطلق أو وجوب الإظهار دائماً .
المثلان
المثلان هما الحرفان اللذان أتفقا مخرجاً وصفةً كالبائين والتائين والثائين والدالين .
أمثلة : إضرب بعصاك ، وقد دخلوا
أقسامه
ينقسم إلى ثلاثة أقسام
صغير : وهو أن يكون الحرف الأول ساكناً والثانى متحركاً نحو : قلْ لَكم . وحكمه الإدغام لجميع القُرّاء .
ويُستثنى من ذلك قوله تعالى ( ماليه هلك ) سورة الحاقة فيجوز فيها لحفص وجهان الإظهار والإدغام ، والإظهار لا يتأتى إلا مع السكت .
كبير : وهو أن يتحرك الحرفان نحو : مناسكَكُم ، وحكمه الإظهار لجميع القُرّاء عدا السوسى .
ويُستثنى من ذلك كلمتان : (تأمنا) بسورة يوسف ، (ومكنّى) بالكهف ،
فأصل الكلمة الأولى تأمننا : النون الأولى مضمومة والثانية مفتوحة ففيها وجهان لحفص :
الوجه الأول الإدغام مع الإشمام وذلك بضم الشفتين مقارناً للنطق بالنون الأولى الساكنة حال إدغامها وذلك إشارة إلى أن الأصل فى النون الضمة .
الوجه الثانى : لزوم النون فى الأولى وذلك بتبعيض الحركة بصوت خفى وهذا كله لا يتحقق إلا بالمشافهة .
الكلمة الثانية : وهى (مكّنى ) بالكهف ، فإن أصلها النون الأولى مفتوحة والثانية مكسورة وقد قرأ حفص بإدغام النون الأولى فى الثانية فصارت : مكّنى بنون واحدة مُشدّدة .
مطلق : وهو أن يتحرك الحرف الأول ويسكن الثانى نحو نَنْسخ ، شقَقْنا . وحكمه الإظهار لجميع القرّاء .
المتقاربان
المتقاربان هما الحرفان اللذان تقارباً مخرجاً وصفة أو مخرجاً لا صفةً أو صفة لا مخرجاً فهذه ثلاثة أنواع ينقسم كلاً منها إلى صغير (إذا سكن الأول وحُرك الثانى) وكبير (إذا حُركّ الحرفان) ومطلق (إذا حُرّك الأول وسكن الثانى)
النوع الأول من المتقاربين
الحرفان اللذان تقارباً مخرجاً وصفة وينقسسم كما ذكرنا إلى صغير وكبير ومطلق :
فالصغير كالتاء والثاء مثل : كذّبتْ ثَمود
والكبير كالقاف والكاف مثل من فَوقكم
والمطلق كالتاء مع الثاء فى قوله يستَثْنون
النوع الثانى من المتقاربين
الحرفان اللذان تقاربا مخرجاً لا صفة وينقسم أيضاً إلى صغير وكبير ومُطلق :
فالصغير كالدال والسين من قوله : قدْ سَمع
والكبير كالدال والسين فى قوله : عددَ سِنين
والمطلق كالسين مع النون فى قوله : سُنْدس
النوع الثالث من المتقاربين
الحرفان اللذان تقاربا صفة لا مخرجا وهو أيضاً ثلاثة أقسام :
فالصغير كالذال مع الجيم فى قوله : إذُ جَاءوكم
والكبير كالقاف مع الدال مثل : قَدَر
والمطلق كالقاف مع الطاء مثل : يلتقِطْه
حكم المتقاربين الصغير :
وهو أن يسكن الأول ويتحرك الثانى وحكمه وجوب الإظهار لحفص إلا فى ثلاث وثلاثين مسألة وهى كالأتى
أولاً : المتفق على إدغامه :
1- أربع مسائل مع النون الساكنة وهم الأربعة أحرف من خروف الإدغام وهى : الياء ، والواو ، واللام ، والراء . ولم نذكر النون والميم لأنها مع النون متماثلان ومع الميم متجانسان صفةً.
2 – ثلاث عشرة مسألة مع اللام الشمسية وحروفها الثلاثة عشر بعد إسقاط اللام لأنها مع اللام متماثلان .
3 – مسألة مع لام الفعل والحرف من (قل وبل) مع حرف الراء ولم نذكر اللام للتماثل . نحو : قلْ رًب ، بلْ رَان لغير حفص ، فإنه يجب إدغامهما أمّا عند حفص فله سكتة لطيفة عند لام بل ران والسكت يمنع الإدغام .
4 – مسألة مختلف فيها بين الإدغام الكامل والإدغام الناقص فى كلمة ( نخْلُقكّم) بالمرسلات ، والأشهر الإدغام الكامل بين القاف والكاف .
ثانياً : المتفق على إخفائه :
ثلاث عشرة مسألة عند النون الساكنة الواقعة قبل أحرف الإخفاء الحقيقى ما عدا القاف والكاف لأنهما بالنسبة للنون متباعدان .
ثالثاً : المتفق على قلبه :
مسألة واحدة وذلك عند النون الساكنة التى بعدها باء .
حكم المتقاربين الكبير والمطلق :

الكبير وهو أن يتحرك الحرفان نحو : عددَ سِنين ، وحكمه الإظهار لجمبع القرّاء عد السوسى .
المطلق : وهو أن يتحرك الحرف الأول ويسكن الحرف الثانى نحو : علَيْك . وحُكمه الإظهار لجميع القراء .
المتجانسان
هما الحرفان اللذان إتفقا مخرجاً وأختلفا صفةً كالدال والتاء أو إتفقا صفة وإختلفا مخرجاً كالميم والنون .
أقسامه : صغير وكبير ومطلق
حكم المتجانسين الصغير
الصغير : وهو أن يكون الحرف الأول ساكناً والثانى متحرك نحو : همتْ طًائفة ، وحكمه وجوب الإظهار مُطلقاً إلا فى ثمان مسائل منها ست متفق على إدغامها كاملاً
الباء التى بعدها ميم مثل : أركب معنا
الدال التى بعدها تاء نحو : لقد تقطع ، ومهدت
التاء التى بعدها دال نحو : أجيبت دعوتكما ، أثقلت دعوا
التاء التى بعدها طاء نحو : همت طائفة ، همت طائفتان
الذال التى بعدها ظاء نحو : إذ ظلمتم ، إذ ظلموا
الثاء التى بعدها ذال نحو: يلهث ذلك
الطاء التى بعدها تاء وحكمها الأدغام الناقص نحو : فرطتم ، أحطت
الميم التى بعدها باء وحكمها الإخفاء نحو: ترميهم بحجارة
تنبيه
أُختلف بين الإظهار والإدغام فى الثاء مع الذال نحو : يلهث ذلك ، والباء مع الميم نحو : أركب معنا (خاصةً)
حكم المتجانسين الكبير والمطلق
كبير : وهو أن يتحرك الحرفان نحو : الصالحاتِ طُوبى ، وحكمه الإظهار لجميع القراء عدا السوسى .
مطلق : وهو أن يتحرك الحرف الأول ويسكن الحرف الثانى نحو : يَشْكر ، وحكمه الإظهار لجميع القراء .
المتباعدان
هما الحرفان تباعدا مخرجاً وأختلفا صفة نحو : من خير .
أقسامه :
ينقسم المتباعدان إلى :
صغير : وهو أن يكون الحرف الأول ساكناً والثانى متحركاً كالتاء والعين نحو : تًليتْ عَليهم وحكمه الإظهار .
كبير : وهو أن يتحرك الحرفان نحو : ختامهُ مِسك ، وحكمه الإظهار .
مطلق : وهو أن يتحرك الحرف الأول ويسكن الحرف الثانى كالهاء والثاء نحو : يلهث ، وحكمه الإظهار .
قاعدة فى الفرق بين المتقاربين والمتباعدين
فكل حرفين ألتقيا أما أن يكونا من عضوين ، أو عضو واحد ، فإن كانا من عضوين فهما متباعدان – قولاً واحداً – كأحرف الحلق وأحرف اللسان والشفتين ، وإن كانا من عضو واحد فهما متقاربان إن لم يوجد مخرج فاصل بينهما ، كأقصى الحلق مع وسطه ، وإلا فمتباعدان كأقصاه مع أدناه .
قاعدة أخرى : حكم الأحرف الملتقيه
أتفق العرب فى لغتهم على أنه إذا ألتقيا حرفان متماثلان على وجوب إدغامهما إذا سكن الحرف الأول وكان الثانى متحركاً ( إلا أن يكون الحرف الأول حرف مد مثل : الذى يوسوس حيث قد يؤدى إلى إخفاء المد والعرب تحافظ على المد ومثال ذلك : قالوا وهم ) ، كما أتفقوا على إدغام المتجانسين وهما الحرفان اللذان أتفقا مخرجاً لا صفة أو صفة لا مخرجاً إذا سكن الأول وكان الثانى متحرك ، وأجمعوا على إظهار المتباعدان .وأختلفوا فى إدغام المتقاربين
إذن المتفق على إدغامه
المتماثل الصغير (إلا أن يكون الأول حرف مد) : فما ربحت تجارتهم ، وليكتب بينكم
المتجانس الصغير ، إذ همت طائفتان
المتباعد بجميع أقسامه . وسبق التفصيل
تفصيل الإدغام
الإدغام كما ذكرنا هو الإدخال وهو مأخوذ من قول العرب : أدغمت اللجام فى فم الفرس ، وإصطلاحاً هو هو إيصال حرف ساكن يحرف متخحركا بحيث يصيران حرفاً واحداً مشدداً يرتفع عنهما المخرج إرتفاعة واحدة
إدغام المتماثلين
هذا البحث له علاقة بأمرين أولها مخارج الحروف وسيلى ذكرها إن شاء الله ، والأمر الثانى هو كيفية حدوث الحروف العربية . والحروف العربية إما ساكنة وإما متحركة . والأحرف الساكنة تخرج بالتصادم بين طرفى عضو النطق ، والأحرف المتحركة تخرج بالتباعد بين طرفى عضو النطق . ومثال ذلك أنطق الحرف الميم الساكن ( أمْ) الشفتان مبتعدتان عن بعضهما ثم يلتقيان فنهاية الحرف الساكن شفتان ملتصقتان . ولو نطقت ميماً مفتوحة ( ما ) أولاً ستلصق الشفتين من غير صوت ثم تقول( ما ). إذن بداية الميم المتحركة شفتان ملتصقتان ثم تبتعدان ونهاية الميم الساكنة شفتان مبتعدتان ثم تصدمان فلاحظوا أن نهاية الساكن وهو التصادم بداية المتحرك وهو التباعد ، فبدلاً من أن يعيدوا الحرف مرتين ويكرروا المخرج مثل (لكم ما كسبتم ، وهو فيه من الصعوبة والتكرار ما لا داعى له ) بدلا من هذا ندغم بأن نطبق على ميم ساكنة ونفتح على ميم متحركة  وعلى هذا نقيس جميع الحروف ( فما ربحت تجارتهم ). الإدغام إذن هو عملية حذف الأمر الزائد بين الحرف الساكن والمتحرك .
إدغام المتجانسين
وكذلك مع المتجانسين (إذ همت طائفتين ) وهذا يكون عند الوصل لأن عند الوقف لا تحدث المجاورة قالتماثل والتجانس إنما يكون فى الحروف المتجاورة .
ومثال المتجانس أيضاً : إذْ ظَلموا . الذال من طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا ، والظاء من المخرج نفسه . والذال ساكنة .
والفرق بين إدغام المتماثلين وإدغام المتجانسين أن إدغام المتجانسين الحرف الأول هو عين الحرف الثانى ، أما إدغام المتجانسين فالأول والثانى من المخرج نفسه لكن نطقهما مختلف فحتى يتم الإدغام لابد من تحويل الأول إلى الثانى نحو : إذْ ظلموا ( ما عاد هناك دال وإنما النطق مباشرة إلى الظاء وتكون مُشددة) قدْ تبين ( نحول الدال إلى تاء وندغمها فى التاء فتصيران تاء مُشدّدة ولا يبقى للدال أثر . ونلاحظ أن هذا إنما يكون فى حال الوصل فقط . أيضاً : ءامنتْ طائفة ـ أثقلتْ دعوا .
الإدغام الناقص فى المتجانسين
ما ذكرناها سالفاً من إدغام المتجانسين كان إدغاماً كاملاً وهو النطق بحرف واحد مُشدد من الجنس الثانى أما الإدغام الناقص فهو يكون إذا كان الحرف الأول من الحرفين المتجانسين مطبقاً نحو : أحطْتُ ، فرطْتم ، بسطْتُ . وكيفية الإدغام الناقص أن ينطبق المخرج على الحرف الأول (وهو الطاء) من غير قلقلة ثم ينفتح على الحرف الثانى . ولم تُدغم الطاء فى التاء كما هو الحال فى الإدغام الكامل للمثلين الصغير فى الأمثلة التى ذكرناها لأن الحرف الثانى فى الأمثلة كان أقوى من الحرف الأول فأدغم الأول فيه قصارا حرق واحداً من جنس الحرف الثانى وهو الحرف القوى ، أما هنا فالحرف الأول حرف قوى لأن صفاته أقوى من الحرف الثانى فالطاء حرف مُطبق وهو أيضاً مُستعلى لأن كل حرف مطبق مستعلى (والإطباق والإستعلاء من الصفات القوية) وجاء بعده حرف أخر من مخرجه وهو التاء وهو حرف ليس مُطبق لذا لم يثبت عن العرب ولم يصح أن أدغمت الحرف الضعيف فى الحرف القوى
 الإدغام الناقص
هو إدغام حرف قوى الصفات بحرف أضعف منه بحيث تبقى الصفة القوية ظاهرة (إذا كان الأول ساكن والثانى متحرك) ومن تلك الصفات :
1 – صفة الإطباق : وذلك عند إدغام الطاء فى التاء ، نحو : أحطْتُ ، بسطْتُ ، فرّطتُم ، فرّطتُ  (وهذا الموضع موضع إتفاق بين جميع القراء)
2 – الإستعلاء : وذلك عند إدغام القاف مع الكاف ، نحو : ألم نخْلقكم . ورواية حفص عن عاصم سواءاً من طريق الشاطبية أو طريق طيبة النشر هو الإدغام الكامل (أى النطق بكاف واحدة مُشدّدة ) ولو نطق أحد حرف القاف بصفتها البارزة فيها وهى الإستعلاء (بدون قلقلة) فلا تعتقد أنه خطأ فقد تكون الرواية التى يقرأ بها لغير حفص . حفص يقرؤها بالإدغام الكامل
علامات الإدغام الناقص فى المصحف
بالنسبة للإدغام الناقص كلمة : أحطت ، بسطت . فعلامة ضبط الإدغام الكامل فى المصحف هو تجريد الطاء من السكون مع عدم تشديد التاء . وبالنسبة للإدغام الكامل لكلمة نخلقكم فى رواية حفص فقط فعلامته هو تجريد القاف من العلامات مع تشديد الكاف .

المد – أقسامه وأحكامه
المد لغةً وإصطلاحاً :
المد لغة : هو الزيادة ومنه قوله تعالى ( ويُمددكم بأموال وبنين ) أى يُزدكم . والمد إصطلاحاً إطالة الصوت بأحد حروف المد الثلاثة : الألف والواو والياء إلى أكثر من حركتين لوجود سبب من أسباب المد وهو وقوع همز قبله أو همز أوسكون بعده .
القصر لغة وإصطلاحاً :
القصر لغةً : هو الحبس ومنه قوله تعالى ( حور مقصورات فى الخيام ) أى محبوسات فيها . والقصر إصطلاحاً هو إطالة الصوت بأحد حروف المد الثلاثة بمقدار حركتين عند عدم وجود همز قبله أو همز أو سكون بعده ويُطلق المد بهذا المقدار على المد الأصلى ويُسمى المد الطبيعى لأنه لا يتوقف على سبب من همز أو سكون بل يُكتفى بأحد حروف المد الثلاثة .
حروف المد وشروطها :
حروف المد ثلاثة وهى : الألف والواو والياء .
شرط الألف : وهو الحالة الوحيدة للألف فهى لا تكون إلا ساكنة ولا يكون ما قبلها إلا مفتوح . مثل : قال .
شرط الواو : أن تكون ساكنة مضموم ما قبلها نحو : يتلوا .
شرط الياء : أن تكون ساكنة مكسور ما قبلها نحو : نذير .
حرفا اللين وشرطهما :
حرفا اللين هما الواو والياء الساكنتان المفتوح ما قبلهما نحو : خوف ، بيت .
أقسام المد :
ينقسم المد إلى قسمين أصلى وفرعى :
المد الأصلى (الطبيعى)
فالأصلى : هو الطبيعى الذى لا تقوم ذات الحرف إلا به ولا يتوقف على سبب من همز أو سكون ، بل يُكتفى فيه بوجود أحد حروف المد الثلاثة بشروطها المجتمعة فى قوله تعالى ( نوحيها ) .
والفرعى هو المد الزائد على المد الطبيعى بسبب وجود همز قبله أو همز أو سكون بعده .
فالهمز سبب لثلاثة أنوع من المدود وهى : المد المتصل ، المد المنفصل ، مد البدل .
والسكون سبب لنوعين هما : المد العارض للسكون ، المد اللازم .
أحكام المد :
للمد ثلاثة أحكام : الوجوب والجواز واللزوم . فالوجوب خاص بالمد المتصل ، والجواز خاص بالمد المنفصل والعارض للسكون والبدل ، واللزوم خاص بالمد اللازم .
أنواع المد الفرعى :
للمد الفرعى خمسة أنواع :
المد المتصل ، المد المنفصل ، مد البدل ، المد العارض للسكون ، المد اللازم .
النوع الأول من أنواع المد الفرعى ( المد المتصل ) الواجب
وسمى واجب لأنه لم يرد قصره عن أحد من القراء  
تعريفه : هو أن يتقدم حرف المد ويأتى بعده همز متصل به فى كلمة واحدة نحو : السماء ، سيئت ، قروء .
حكمه : وجوب المد .
مقدار مده : أربع أو خمس حركات فى حالة الوصل وست حركات فى حالة الوقف إذا كان الهمز متطرفاً نحو : يشاء ، وسُمى متصلاً لإتصال حرف المد بالهمز فى كلمة واحدة .
مقدار مده فى رواية حفص عن عاصم
من طريق الشاطبية 4 أو 5 حركات
من طريق طيبة النشر 4 أو 5 أو 6 حركات
وللقارئ العادى غير المتخصص يمده ضعف المد الطبيعى أما أن يمده بمقدار المد الطبيعى فهذا لم يرد أبداً .
ورواية المد المتصل المتواترة عن عبد الله بن مسعود عندما قرأ عليه رجل قول الله تعالى ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين) وقصر مد للفقراء ، قال بن مسعود : ما أقرأنيها هكذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسأله الرجل كيف أقرأك إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقرأ بن مسعود بمد للفقراء أربع أو خمس حركات .
النوع الثانى من أنواع المد الفرعى ( المد المنفصل ) الجائز
وسمى جائز لجواز قصره عند بعض القراء
تعريفه : هو أن يتقدم حرف المد على كلمة ويأتى بعده همز منفصل عنه فى بداية الكلمة التى تليها نحو : يا إبراهيم ، ها أنتم .
حكمه : الجواز مداً وقصراً . والقصر حركتان .
مقدار مده : أربع حركات أو خمس حركات وسُمى منفصلاً لإنفصال حرف المد عن الهمز لكون كلاً منهما فى كلمة غير الكلمة الأخرى .
مقدار مده فى رواية حفص عن عاصم :
من طريق الشاطبية 4 أو 5 حركات
من طريق طيبة النشر 2 أو 3 أو 4 أو 5 حركات
النوع الثالث من أنواع المد الفرعى ( مد البدل )
تعريفه : وهو أن يتقدم الهمز على حرف المد (أو هو كل همزٍ ممدود ، يمد بمقدار حركتين) نحو : ءامنوا ، إيمانا ، أوتوا ، يؤوده ، شنئان ، لإيلاف
حكمه : الجواز : لجواز قصره لجميع القراء وجواز توسطه ومده لورش .
مقدار مده : حركتان فقط لجميع القراء وأربع وست حركات لورش ، وسُمى بدلاً لأن حرف المد مُبدل من جنس حركة ما قبله , فإن أصل ءامنو : أأمنوا ، وأصل إيمانا : إأمانا ، وأصل أوتوا : أأتوا .
أبدلت الهمزة الثانية حرف مد من جنس حركة ما قبلها فالفتحة تناسبها الألف كما فى أمنوا والكسرة تنانسبها الياء كما فى إيمانا ، والضمة تناسبها الواو كما فى أوتوا .
وعلة الإبدال أن العرب لا تجمع بين همزتين فى كلامها فتم الإبدال للهمزة الثانية حرف مد
النوع الرابع من أنواع المد الفرعى ( العارض للسكون )
تعريفه : هو أن يأتى حرف المد وبعده حرف ساكن سكوناً عارضاً حال الوقف  نحو : المستقيم ، العالمين ، نستعين ، الرجمن .
حكمه : جواز المد والقصر .
مقدار مده : القصر حركتان ، والتوسط أربع حركات ، والمد ست حركات لكل القراء : أى الثلاث أوجه لكل القراء
وسُمى عارضاً لعروض سببه فى الوقف وهو السكون .              
والعارض للسكون إن كان منصوباً نحو ( العالمين ) ففيه ثلاثة أوجه وهى : القصر ، والتوسط والمد بالسكون المحض .
أما إذا كان مجروراً نحو : الرحيم ، ففيه أربعة أوجه وهى : الثلاثة المتقدمة والرابع الروم على القصر . والروم هو : الإتيان ببعض الحركة بصوت خفى يسمعه القريب دون البعيد .
أما إذا كان مرفوعاً نحو : نستعينُ ففيه سبعة أوجه :
الثلاثة المتقدمة بالسكون المحض ، والروم على القصر ، والقصر والتوسط والمد مع الإشمام . والإشمام : هو أن تضم الشفتين بعد إسكان الحرف للوقف إشارة إلى أن الحركة المحذوفة هى الضمة . والروم يكون فى المرفوع والمضموم والمكسور والمجرور . والإشمام يكون فى المرفوع والمضموم . ولا يدخل الروم والإشمام فى المنصوب والمفتوح . والروم والإشمام يصعب ضبطهما على الطالب إذ لابد من التلقى على المتخصصين بهذا العلم .
فائــــــدة
أعلم أن الروم كحالة الوصل فى مقدار الحركات ، فإن وُصل بحركتين فالروم يأتى على حركتين وإن وُصل بأربع أو خمس فإنه يأتى على ذلك .
لا يدخل الروم والإشمام فى المنصوب ولا فى هاء التأنيث الموقوف عليها بالهاء نحو : الجنة والقبلة ، بخلاف ما يوقف عليها بالتاء كالوقف على التاء من (شجرت الزقوم) ولا يدخل كذلك فيما كان ساكناً فى الوصل فلا تنهر (ولسنا بحاجة لذكر هذا ولكن لتتم الفائدة لأنه يفهم بالعقل ) . أما هاء الضمير فجوزهما فيها بعضهم مطلقاً ، وبعضهم فصل : فمنعهما فيها إذا كان قبلها ضم أو واو ساكنة نحو : يرفعه ، وغقلوه . أو كسر أو ياء ساكنة نحو : فيه ، به ، وجوزهما إن لم يكن قبلها ذلك بأن أنفتح ما قبل الهاء أو وقع قبلها ألف أو ساكن صحيح نحو : لن تُخلفه ، وإجتباه ، ومنه ، وعنه ونحو ذلك وهو المختار .
النوع الخامس من أنواع المد الفرعى ( المد اللازم )
تعريفه : هو أن يأتى بعد حرف المد سكون أصلى ثابت وصلاً ووقفاً فى كلمة واحدة .
وحكمه لزوم المد ( فهو مد لازم ) ومقدار مده ست حركات لكل القراء ، وهو أقوى المدود .
وسببه وقوع السكون الأصلى بعد حرف المد ، وسُمى لازماً : للزوم مده حالة واحدة وهى ست حركات وقفاً ووصلاً .
أقسامه :
ينقسم إلى قسمين : لازم كلمى ولازم حرفى ، وكل نوع منهما ينقسم إلى مُثقّل ومُخفف . وبهذا يكون لدينا أربعة أنواع من المد اللازم .
الأول : المد اللازم الكلمى المُثقل : وهو أن يقع بعد حرف المد أو اللين سكون أصلى مُدغم أى مُشدّد فى كلمة تزيد على ثلاثة أحرف نحو : الطامّة ، أتحاجّونى ، الحاقّة .
الثانى : المد اللازم الكلمى المُخفف : وهو أن يقع بعد حرف المد أو اللين سكون أصلى غير مُدغم فيما بعده أى مخفف فى كلمة تزيد على ثلاثة أحرف وقد وقع هذا النوع فى كلمة ءالآن ، موضعين فقط بسورة يونس وهما : ( الأن وقد كنتم ، آلآن وقد عصيت )
الثالث : المد اللازم الحرفى المُثقل : وهو أن يقع بعد حرف المد أو اللين أو بعد حرف اللين سكون أصلى غير مُدغم أى مُخفف فى حرف هجاؤه على ثلاثة أحرف وسطها حرف مد ولين أو حرف لين فقط نحو : ص ، ق ، والعين من فاتحة سورتى مريم والشورى ، والفرق بين اللازم المُثقل واللازم المخفف : هو بقاء السكون بعد حرف المد فى اللازم المخفف أما فى اللازم المُثقل فنجد حرفاً مُشدداً بعد حرف المد . والمد اللازم الحرفى دائماً يكون فى أوائل السور وذلك فى ثمان حروف جمعها صاحب التحفة فى قوله ( كم عسل نقص ) أو ( سنقص علمك ) والحروف المقطعة الموجودة فى أوائل السور أربعة عشر جمعها صاحب التحفة فى قوله : صله سحيرا من قطعك . وتنقسم هذه الحروف إلى ثلاثة أقسام :
القسم الأول : قسم لا يُمد أصلاً وهو الألف لأن وسطه ليس بحرف مد .
القسم الثانى : قسم يُمد حركتين وهو خمسة أحرف مجموعة فى لفظ : حى طهر , وكل حرف منهما مكون من حرفين ثانيهما حرف مد ، فالحاء من ( حم ) والياء من ( يس ) و ( كهيعص ) أول مريم ، والطاء والهاء من ( طه ) والراء من ( الر ) فى جميع مواضعها .
القسم الثالث : قسم يمد ست حركات وهى الحروف الثمانية المجموعة فى قوله كم عسل نقص ، عد العين من أول سورتى مريم والشورى ، فيجوز فيها التوسط أربع حركات والمد ست حركات ، لأن وسطها حرف مد وليس لين والأفضل المد .
ضبط أزمنة المدود
المعيار فى ضبط أزمنة المدود هو القياس بالحركات . والحركة هى الفترة الزمنية اللازمة للنطق بحرف مفتوح أو مضموم أو مكسور ، وعليه فالحركتان : هى الفترة الزمنية اللازمة للنطق بحرفين متحركين متتاليين أى أن زمن النطق بقَا = زمن النطق بـ قَ قَ
مراتب أزمنة المدود :
خمس مراتب لا سادس لها :
القصر وهو بمقدار حركتين                           
فويق القصر : ثلاث حركات
التوسط : أربع حركات
فويق التوسط : خمس
الطول أو الإشباع : ست حركات
فائــــــــدة
وميزان المدود ميزان مرن أى أن طول المد مشتق من سرعة التلاوة ، فلو قرأنا بالتحقيق فإن الحركة ستكون ممدودة وبالتالى فإن زمن المدود سيكون أطول ؛ فمد أربع حركات فى التحقيق لا يساوى المد بأربع حركات فى التدوير أو الحدر ؛ ونفس الكلام مع التدوير والحدر .
تقدير المدود بحركات الأصابع (قبضاً وبسطاً)
هو قياس مُحدث فى المائة الأخيرة ولم تعرفه القرون الأول وهو ميزان غير دقيق لأن سرعة حركة الأصابع قبضاً وبسطاً لا تنضبط من شخص إلى شخص فضلاً عن كونها لا تنضبط فى الشخص الواحد فى مراحل عمره المختلفة فحركة الأصبع قبضاً وبسطاً لدى الشاب تختلف عنها لدى الشيخ تختلف عنها لدى المريض وهكذا ، كما أن حركة الإصابع لا تناسب سرعات القرءاة المختلفة لأنها تجعل ميزان المدود واحد فى جميع سرعات القراءة .
تتمة لأنواع المدود
هناك تقسيم أخر لأنواع المدود قسمه العلماء وهو تسعة أنواع لا عاشر لها لا غنى لقارئ القرآن عن معرفتها ولا يضره معرفة غيرها وهذه التسعة هى :
المد الطبيعى ، مد البدل ، مد العوض ، المد المتصل ، المد المنفصل ، مد الصلة ، المد اللازم ، المد العارض للسكون ، مد اللين
مد العوض
مد العوض له علاقة بالتنوين : وهو التعويض عن تنوين النصب حالة الوقف بألف تُمد بمقدار حركتين ، ويُلحق بالمد الطبيعى : كتابا ، توابا ، ماءا ، شيئا ، إنشاءا
تنبيه : يستثنى من مد العوض هاء التأنيث ، فعند الوقف عليها يُحذف التنوين ويوقف على الهاء الساكنة : وشجرةً ، وأمرأةً ، جنةً . : فهاء التأنيث فى الوصل تاءا وفى الوقف هاءا .
وقلنا إنه يُلحق بالمد الطبيعى ولم نقل أنه مداً طبيعياً لأنه عند الوصل يختفى المد ويظهر التنوين ، فالمد يكون حال الوقف فقط ولكن المد الطبيعى ثابت وصلاً ووقفاً
مد الصلة
تعريف مد الصلة عبارة عن واو صغيرة ملحقة بهاء الضمير إن كانت مضمومة وعبارة عن ياء صغيرة مقلوبة مردودة إلى الخلف إن كانت هاء الضمير مكسورة ؛ هو صلة هاء الضمير للمفرد المذكر الغائب بواو إن كانت الهاء مضمومة وبياء إن كانت الهاء مكسورة بشرط أن تقه بين متحركين وإلا فلا صلة .
والصلة هى الهاء التى يُكنّى بها عن الغائب المفرد المذكر : أنهُ ، بهِ  . هذه الهاء حركتها دائرة بين الضم والكسر ولا تكون مفتوحة أبداً . كانت العرب إذا وقعت هذه الهاء بين حرفين متحركين يطولون ضمتها أو كسرتها حتى يتولد من تلك الضمة ومن تلك الكسرة واو مدية أو ياء مدية .
وله نوعان :
صلة صغرى : إذا لم يقع بعد الهاء همزة نحو : إنه على رجعِهِ لَقادر . وتُمد بمقدار حركتين ، ويُلحق بالمد الطبيعى : تطويل هاء أنه حتى يتولد منها واو ، وتطويل هاء رجعه حتى يتولد منها ياء .
وقلنا أنه يُلحق بالمد الطبيعى لأنه عند الوقف تختفى تلك الواو المدية والياء المدية . فالواو والياء لا تظهران إلا حال المد ولكن المد الطبيعى ثابت وصلاً ووقفاً .
صلة كبرى : إذ وقع بعد الهاء همزة (قطع ) نحو : أنه أواب ، له أصحاب ، به إلا ، هذه أنعام .ويُمد بمقدار المد المنفصل سواءاً بسواء . الهاء هنا بين متحركين والمتحرك الثانى همزة .
وهاء هذه ليست هاء مفرد الغائب ولكن العلماء يعاملوها معاملة ضمير المفرد المذكر الغائب .
هذه القاعدة تنطبق على القرءان كله برواية حفص عن  عاصم بإستثناء كلمتان :
1 – كلمة لا ينطبق عليها الشرط وفيها صلة وهى : ويخلد فيِهِ مُهانا (سورة الفرقان )
2 – كلمة ينطبق عليها الشرط ولا صلة فيها وهى : يرضَهُ لَكم (سوره الزمر)
 مد اللين
حرفا اللين :
الواو الساكنة المفتوح ما قبلها ، والياء الساكنة المفتوح ما قبلها ؛ أى الواو والياء الساكنتان المفتوح ما قبلهما نحو : سَوْء ، قَوْم ، الصَّيْف ، اللَّيْل . وسميا بحرفى اللين لأنهما يخرجان بيسر ولين من غير كلفة .
تعريفه :
هو أن يأتى حرف اللين وبعده حرف ساكن سكوناً عارضاً وذلك نحو : خَوْفْ ، نَوْمْ ، لا ضَيْرْ .
مقدار مده :
يمد بمقدار حركتان أو 4 أو 6 حركات لكل القراء .
علاقة المد اللين بالمد العارض للسكون
المد العارض للسكون أكبر أو يساوى مد اللين لكل القراء بمعنى إذ جاء مدين لين وجاء بعده عارض للسكون أو العكس نمده مثله أو أقل منه :
العارض للسكون         مد اللين
2                         2
4                        2 أو 4
6                     2 أو 4 أو 6

الياء المدية
كلمات رسمت بحذف حرف العلة وهو الياء عند الوقف عليه إضطرارياً نقف بحذ حرف العلة (وهو الياء) كما رسمت فى المصحف
أمثلة على الوقف الإختيارى أو الإضطرارى أو الإختبارى
ما رسم بحذف الياء على نية الوصل
وما أنت بهادِ العمى (الروم 53) ــــ بهـــدْ
من هو صالِ الجحيم (الصافات 163) ــــ صالْ
إن يردنِ الرحمن (يس 23) ــــ يردنْ
فما تغنِ النذر (القمر 5) ــــ تغنْ
وله الجوارِ المنشئات (الرحمن 24) ــــ الجوارْ
الجوارِ الكنس (التكوير16) ــــ الجوارْ
وسوف يؤتِ الله (النساء 146) ــــ يؤتْ
فلا تخشوهم وأخشونِ (المائدة 3) ــــ أخشونْ
ننجِ المؤمنين (يونس 103) ــــ ننجْ
يوم ينادِ المنادى (ق 41)  ــــ ينادْ
لهادِ الذين ءامنوا (الحج 54) ــــ لهادْ
بالوادِ المقدس (طه 12) ــــ بالوادْ
على وادِ النمل (النمل 18) ــــ وادْ
من شاطئ الوادِ الأيمنِ (القصص 30) الوادْ


تركيب المدين المنفصل والمتصل
وذلك برواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية
إذا أتى مد منفصل وبعده مد متصل فإن مددت المنفصل أربع حركات لابد أن تمد المتصل أربع حركات وإن مددت المنفصل خمس حركات لابد أن تمد المتصل خمس حركات
من طريق طيبة النشر
الأوجه الجائزة عند تركيب المدين المنفصل والمتصل وذلك برواية حفص عن عاصم من طريق طيبة النشر : سبعة أوجه :
منفصل             متصل
2                  4
2                  6
3                  6
4                 4
4                 6
5                5
5               6
المد المتصل أكبر من أو يساوى المد المنفصل
ألقاب المدود
ذكر بعض علماء التجويد ألقاباً كثيرة لأنواع من المدود وهى جميعها لا تخرج عن الأنواع التسعة التى ذكرناها .
مد التمكين
وهو مده لطيفة مقدارها حركتان يؤتى بها وجوباً للفصل بين الواوين فى نحو : ءآمنوا وعملوا ، أو الياءين فى نحو : فى يومين ، حذراً من الإدغام أو الإسقاط وهو يعتبر من أنواع المد الطبيعى .
وقال بعضهم : هو كل ياءين أولاهما مشدد مكسور والثانية ساكنة نحو : حُيِّيتم ، النبيِّين ، وسُمى مد تمكين لأنه يخرج متمكناً بسبب الشدة . وكما ذكرنا أنه يعتبر من أنواع المد الأصلى
مد الفرق
هو عبارة عن الألف التى يؤتى بها بدلاً من همزة الوصل فى (ءآلذكرين) ، (ءآلله) ، (ءآلآن) حالة الإبدال بالمد الطويل ، وسُمى بذلك للفرق بين الإستفهام والخبر لأنه لولا المد لتوهم أنه خبر لا إستفهام . وهو من أقسام المد اللازم الكلمى المثقل أو المخفف .

مخارج الحروف
معنى المخرج لغة وإصطلاحاً
المخرج لغة هو محل الخروج وإصطلاحاً هو محل خروج الحرف وتميزه عن غيره .
مذاهب العلماء فى مخارج الحروف
للعلماء فى مخارج الحروف ثلاثة مذاهب :
مذهب الخليل بن أحمد وأكثر القراء والنحويين ومنهم بن الجزرى إلى أنها سبعة عشر مخرجاً
وذهب سيبويه ومن تبعه كالشاطبى إلى أنها ستة عشر مخرجاً .
وذهب قُطْرب والجَرْمِىُّ إلى أنها أربعة عشر مخرجاً .
فمن جعلها سبعة عشر مخرجاً : جعل فى الجوف مخرجاً ، وفى الحلق ثلاثة ، وفى اللسان عشرة ، وفى الشفتين إثنين ، وفى الخيشوم واحداً .
ومن جعلها ستة عشر أسقط مخرج الجوف وفرّق حروفه وهى حروف المد على بعض المخارج : فجعل الألف مع الهمزة من أقصى الحلق ، والياء المدية مع الياء المُحركة من وسط اللسان ، والواو المدية مع الواو المحركة من الشفتين .
ومن جعلها أربعة عشر أسقط مخرج الجوف كذلك وجعل مخارج اللسان ثمانية بجعله مخرج اللام والراء والنون واحداً .
ونحن نتبع مذهب الإمام ابن الجزرى فى جعلها سبعة عشر مخرجاً يجمعها إجمالاً خمسة مخارج وتسمى المخارج العامة وهى :
الجوف ، والحلق ، واللسان ، والشفتان والخيشوم .
المخرج الأول من المخارج العامة : الجوف
الجوف لغة وإصطلاحاً :
لغة : الخلاء ، وإصطلاحاً : الخلاء الواقع داخل الحلق والفم ويخرج منه ثلاثة أحرف وهى حروف المد :
الألف المدية نحو : قال ، الواو المدية نحو : يقول ، الياء المدية نحو : قيل .
وتسمى بالحروف الجوفية والهوائية كذلك .
المخرج الثانى من المخارج العامة : الحلق
وفيه ثلاثة مخارج تخرج منها ستة أحرف :
أقصى الحلق : أى أبعده مما يلى الصدر ويخرج منه الهمز والهاء ( هـ , ء )
وسط الحلق : وهو ما بين أقصاه وأدناه وتخرج منه العين والحاء ( ع ، ح )
أدنى الحلق : أى أقربه مما يلى الفم ويخرج منه الغين والخاء ( غ ، خ )
وتسمى هذه الستة بالحلقية لخروجها من الحلق .
المخرج الثالث من المخارج العامة : اللسان :
وفيه عشرة مخارج خاصة منها ثمانية عشر حرفاً :
أقصى اللسان مما يلى الحلق مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى ويخرج منه القاف .
أقصى اللسان أسفل مخرج القاف ويخرج منه الكاف .
وهذان الحرفان ( القاف والكاف ) يقال لهما لهويّان لخروجهما من قرب اللهّاة .
وسط اللسان مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى ويخرج منه ( الجيم فالشين فالياء غير المدية )
وتسمى هذه الحروف شجرية ، لخروجها من شجر اللسان أى منفتحة .
أحدى حافتى اللسان مما يلى الأضراس العليا أو اليمنى يخرج منه حرف الضاد ، واليسرى أيسر ومن الجانبين خروجها أعز وأعسر ، وهى أصعب الحروف مخرجاً لذا تسمى اللغة العربية بلغة الضاد .
أدنى حافة اللسان إلى منتهاها مع ما يحاذيها من اللثة العليا ويخرج منه اللام .
طرف اللسان تحت مخرج اللام قليلاً ويخرج منه النون المظهرة وامّا النون المدغمة والمخفاة فمخرجهما من الخيشوم .
طرف اللسان قريب إلى ظهره قليلاً بعد مخرج النون ويخرج منه الراء .
وتسمى هذه الحروف الثلاثة ( اللام والنون والراء ) ذلقية لخروجها من ذلق اللسان أى طرفه .
طرف السان مع ما بين الثنايا العليا والسفلى قريب إلى أطراف الثنايا السفلى ويخرج منه الصاد والزاى والسين ، وتسمى هذه الحروف أسلية ، لخروجها من أسلة اللسان أى مستدقة .
ظهر طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا ويخرج منه الطاء والدال المهملتان والتاء الفوقية . وتسمى هذه الحروف بالنطعية لخروجها من نِطع الفم أى جلدة غارة .
ظهر طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا ويخرج منه الظاء والذال والثاء وتسمى هذه الحروف لثوية لخروجها من قرب اللثّة .
المخرج الرابع من المخارج العامة : الشفتان :
فيهما مخرجان خاصان :
بطن الشفه السفلى مع أطراف الثنايا العليا ويخرج منه حرف الفاء .
ما بين الشفتين معاً ويخرج منه ثلاثة أحرف وهى الباء والميم والواو ، مع إنطباق عند الباء والميم وإنفراج قليل عند الواو غير المدية وتسمى هذه الحروف شفوية لخروجها من الشفة .
المخرج الخامس من المخارج العامة : الخيشوم
الخيشوم هو أقصى الأنف من الداخل وفيه مخرج واحد تخرج منه الغنّة .

صفات الحروف

معنى الصفة لغة وإصطلاحاً
الصفة لغة ما قام بالشئ من المعانى الحسية كالصفرة والحمرة أو المعنوية كالعلم والأدب .
وإصطلاحاً : كيفية ثابتة تُعرض للحرف عند حصوله فى مخرجه .
فوائد معرفة الصفات : ثلاث فوائد
الأولى : تمييز الحروف المشتركة فى المخرج .
الثانية : معرفة القوى من الضعيف ليُعلم ما يجوز إدغامه وما لا يجوز .
الثالثة : تحسين لفظ الحروف .
أقسام الصفات
تنقسم الصفات إلى قسمين : ذاتية ، وعرضية
الذاتية هى الصفة الملازمة للحرف بحيث لا تفارقه أبداً .
العرضية : هى الصفة التى تلحق بالحرف أحياناً وتفارقه أحياناً كالمد والقصر والإدغام والإخفاء والتفخيم والترقيق وغيرها .
عدد الصفات :
ذهب بن الجزرى ومن تبعه إلى أنها ثمان عشرة صفة وعدها بعضهم عشرين تنقسم إلى صفات لها ضد وصفات لا ضد لها وأما الصفات العارضة فهى أحد عشر صفة .
والصفات الذاتية هى حق الحروف وهى عشرين حرف والصفات العارضة وهى مستحق الحروف وهم الأحد عشر صفة . وليُعلم أن أى حرف من حروف الهجاء لا تقل صفاته عن خمس صفات ولا تزيد صفاته عن سبع صفات وليس هذا العدد إلا فى حرف الراء (ونقصد بالعدد أى الصفات الذاتية الملازمة للحرف .
الصفات الذاتية
تنقسم الصفات الذاتية إلى قسمين :
قسم له ضد وهو خمس وضده خمس والقسم الثانى وهولا ضد له وهو سبع صفات
أولاً : الصفات التى لها ضد :
الهمس وضده الجهر.
الشدة وضدها الرخاوة وبينهما صفة ثالثة بين الشدة والرخاوة وهى التوسط .
الإستعلاء وضده الإستفال.
الإطباق وضده الإنفتاح .
الإذلاق وضده الإصمات .
ثانياً : الصفات التى لا ضد لها :
الصفير ، القلقلة ، الإنحراف ، التكرير ، اللين ، التفشى ، الإستطالة ، الخفاء ، الغنة .
الصفات العرضية
وهى التى تلحق بالحرف أحياناً وتفارقه أحياناً وهى :
الإظهار ، الإدغام ، القلب ، الإخفاء ، المد ، القصر ، الحركة ، السكون ، التفخيم ، الترقيق ، السكت .
وإليك بيان شرح الصفات الذاتية  بشئ من التفصيل (إذ شرح الصفات العارضة فى أحكام التجويد)      
أولاً : الصفات التى لها ضد
الهمس وضده الجهر
الهمس
الهمس لغة وإصطلاحاً :
الهمس لغة هو الخفاء ، يقول تعالى (وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا) أى صوت خفى . وإصطلاحاً : خفاء صوت الحرف أو حفاء التصويت به لضعف الإعتماد عليه فى مخرجه ، وحروفه عشرة جمعها بن الجزرى (فحثه شخصٌ سكت) ومناسبة قول هذه الجملة أنه كان رجلاً يتكلم فى حضرة سلطان من السلاطين بفحشٍ من الكلام فوعظه شخص قريب له فأنتهى ، فهذ قوله (فحثه شخصٌ سكت)
الجهر
الجهر لغة وإصطلاحاً
الجهر لغة هو اإعلان وإصطلاحاً هو قوة النطق بالحرف لقوة الإعتماد على المخرج . وحروفه تسعة عشر حرفاً وهى الباقية من أحرف الهجاء بعد إسقاط حروف الهمس العشرة وسميت جهرية للجهر وقوتها .
الشدة وضدها الرخاوة وبينهما التوسط
الشدة لغة وإصطلاحاً
الشدة لغة القوة وإصطلاحاً إنحباس جريان الصوت عند النطق بالحرف لقوة الإعتماد عليه فى المخرج ، وحروفها ثمانية جمعها بن الجزرى فى قوله (أجد قط بكت) ومناسبة القول أن رجلاً عربياً كان يحب إمرأة أسمها قط فمر من أمام منزلها فسمعها تبكى فقال ذلك (أجد قط بكت)
التوسط لغة وإصطلاحاً
التوسط لغة الإعتدال وإصطلاحاً إعتدال عند النطق بالحرف لعدم كمال جريان وعدم كمال إنحباسه وحروفه خمسه مجموعة فى قول بن الجزرى (لن عمر) ومناسبة قول بن الجزرى لهذه الجملة أن عمر بن الخطاب كان يسير بشدة وخلفه قومٌ يتبعونه فرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له (لن عمر) فقال عمر يارسول الله إن لهم مصالح أقضيها (والله أعلم ، قد سمعتها من شيخ)
الرخاوة لغة وإصطلاحاً
الرخاوة لغة اللين وإصطلاحاً جريان الصوت عند النطق بالحرف لضعف الإعتماد على مخرجه وحروفه ستة عشر حرفاً وهى الباقية بعد خروف صفة الشدة والتوسط وسميت حروفها رخوة لضعفها وضعف الإعتماد عليها فى المخرج .
الإستعلاء وضده الإستفال
الإستعلاء لغة وإصطلاحاً
الإستعلاء لغة الإرتفاع والعلو وإصطلاحاً إرتفاع أقصى اللسان عند النطق بالحرف إلى الحنك الأعلى ، وحروفه سبعة جمعها بن الجزرى فى قوله (خص ضغط قظ) ومعناها إتخذ كوخاً بعيداً عن الناس وقت الفتن .وسُميت مستعلية لإستعلاء أقصى اللسان وإرتفاعه إلى سقف الحنك الأعلى عند النطق بها .
الإستفال لغة وإصطلاحاً
الإستفال لغة الإنخفاض أو الإنحطاط ، وإصطلاحاً إنخفاض أقصى اللسان أو إنحطاطه عن الحنك الأعلى إلى قاع الفم عند النطق بها . وحروف إثنان وعشرون حرفاً وهى الباقية بعد حروف الإستعلاء السبعة وسميت مُستفلة لإنخفاض أقصى اللسان فى الفم وعدم إرتفاعه إلى أعلاه عند النطق بها .
الإطباق وضده الإنفتاح
الإطباق لغة وإصطلاحاً
الإطباق لغة : الإلصاق ، وإصطلاحاً إنطباق طائفة من اللسان وتقعير وسطه على هيئة طبق عند النطق بالحروف. وحروفه أربعه وهى : الصاد والضاد والطاء والظاء وسُميت مُطبقة لإنطباق وسط اللسان على شكل طبق و وإلتصاقه بسقف الحنك الأعلى عند النطق بحروف الإطباق .
الإنفتاح لغة وإصطلاحاً
الإنفتاح لغة الإفتراق وإصطلاحاً : إبتعاد اللسان عن الحنك الأعلى عند النطق بالحرف وحروفه خمسة وعشرون حرفاً وهى الباقية من حروف الهجاء بعد أحرف الإطباق الأربعة . وسُميت منفتحة لإنفتاح اللسان أى إبتعاده عن الحنك الأعلى عند النطق بها .
الإذلاق وعكسه الإصمات
الإذلاق لغة وإصطلاحاً
الإذلاق لغة حدة اللسان وبلاغته وإصطلاحاً سرعة النطق بالحرف لخروجه من طرف اللسان أو من الشفتين . وحروفه ستة جمعها بن الجزرى فى قوله (فر من لب). وسُميت مذلقة لخروج بعضها من طرف اللسان وبعضها من بطن الشفة وبعضها من الشفتين .
الإصمات لغة المنع وإصطلاحاً : ثقل يأتى عند النطق بحروفه لبعد الحروف عن طرف اللسان والشفتين . وحروفه ثلاثة وعشرين حرفاً وهى الباقية من حروف الهجاء بعد حروف الإذلاق الستة . وسُميت مصمتة لثقل النطق بها لبعد مخرجها عن الفم أو لخروجها من غير طرف اللسان والشفتين .
ثانياً : الصفات التى لا ضد لها
الصفة الأولى : الصفير
الصفير لغة صوت يشبه صوت الطائر ، وإصطلاحاً صوت زائد يخرج عند النطق بالحرف يشبه صفير الطائر ، وحروفه ثلاثة هى الصاد والزاى والسين ، وسميت بالصفير لأنك تسمع عند النطق بحروفها صوت يشبه صفير الطائر.
الصفة الثانية : القلقلة
القلقلة لغة الحركة والإضطراب وإصطلاحاً قوة إضطراب صوت الحرف الساكن فى مخرجه ليظهر ظهوراً كاملاً وحروفها خمسة جمعها بن الجزرى فى قوله ( قطب جد) وسميت مقلقلة لإضطراب اللسان فى الفم عند النطق بحروفها .
مراتب القلقلة :
مراتبها أربعة
الساكن الموقوف عليه بالتشديد مثل (الحقّ)
يليه الساكن الموقوف عليه من غير تشديد (خلاق)
يليه الساكن الموصول مثل (خلقنا)
يليه المتحرك بحركة وفيه قلقلة الأصل مثل (قال)
كيفيتها :
قال بعض العلماء أنها أقرب إلى الفتح وقيل إنها تميل إلى حركة ما قبلها سواء بالفتح أو الضم أو الكسر . وقال البعض فيها الإشمام بضم مع القاف والطاء والإشمام بكسر مع الباقى
الصفة الثالثة : اللين
اللين لغة السهولة وإصطلاحاً ميل الحرف عن مخرجه حتى يتصل بمخرج أخر وله حرفان هما اللام والراء وسميت منحرفة لإنحراف حرفيها عن مخرجهما عند النطق بهما إلى غيرهما .
الصفة الرابعة : التكرير
التكرير لغة الإعادة وإصطلاحاً إرتعاد اللسان وإهتزازه عند النطق بالحرف وله حرف واحد هو الراء وسمى بذلك لإرتعاد اللسان وإهتزازه عند النطق به .
الصفة الخامسة : التفشى
التفشى لغة الإنتشار وإصطلاحاً إنتشار الهواء بالشين حتى يتصل بمخرج الظاء وسُميت متفشية لإنتشار الريح فى الفم عند النطق بها .
الصفة السادسة : الإستطالة
الإستطالة لغة الإمتداد وإصطلاحاً : إمتداد مخرج الضاد من أولى حافتى اللسان إلى أخرها حتى تتصل بمخرج اللام وسُميت مستطلة لإمتداد مخرجها حتى تتصل بمخرج اللام .
الصفة السابعة : الخفاء
الخفاء لغة الإستتار . وإصطلاحاً خفاء صوت الحرف عند النطق به ، حروفه أربعة يجمعها كلمة (هاوى)
الصفة الثامنة : الغنة
الغنة لغة صوت له رنين فى الخيشوم . وإصطلاحاً صوت لذيذ مركب فى جسمى النون والميم . حرفاه : الميم والنون .



 مخارج الحروف العربية وصفاتها والأخطاء الشائعة فى نطقها
حروف الجوف
حروف المد
هى الألف والواو والياء
شرط حرف المد أن تكون الحركة قبله من جنسه ؛ أى الألف الساكنة المفتوح ما قبلها (وهى الحالة الوحيدة للألف ؛ أى أن الألف لا تكون إلا ساكنة ولا يكون ما قبلها إلا مفتوح) ، والواو الساكنة المضموم ما قبلها ، والياء الساكنة المكسور ما قبلها .
حرفا اللين
حرفا اللين هما الواو والياء الساكنتان المفتوح ما قبلهما

مخرج حروف المد
تخرج من الجوف وحدد العلماء الجوف بأنه الخلاء الموجود بالحلق و بالفم ، تخرج الحركات الثلاثة الفتحة والكسرة والضمة من الجوف أيضاً لأنها بنات الحروف المدية ، فالكسرة بنت الياء ، والفتحة بنت الألف ، والضمة بنت الواو .
صفات حروف المد
لا يوجد صفات لحروف المد لأنه ليس لها مخرج محدد ، لأن الصفة تُبنى على المخرج وليس هناك مخرج محدد للألف .
ضوابط حروف المد
تمد حروف المد (أى إشباع المد أربع حركات أو أكثر) إذ أتى بعده همز أو سكون وإلا فهى تُمد مداً طبيعياً ( ويسمى القصر) بمقدار حركتين ، وحروف المد بمدها الطبيعى توجد كلها فى كلمة فى القرأن وهى كلمة : نُوحِيهَا . ويجب أن نضبط زمن الحركة فى الكلمة بمعنى أن مد كل حرف يساوى الأخر .
كيفية ضبط الحركة
نضبط الحركة بعدة أساليب إما :
بالمشافهة عند التلقى من الشيخ الذى نقرأ عليه ويكون شيخ مُتقن متصل سنده بالنبى صلى الله عليه وسلم .
مقدار قبض الأصبع وبسطه (القبض حركة والبسط حركة والقبض والبسط حركتان) وهذا المقياس غير دقيق لإختلاف مفدار القبض والبسط بإختلاف الأشخاص والأعمار.
مقدار العد واحد إثنان (والعد يكون بالعقل أثناء القراءة وكلها تكون سهلة بالممارسة)
زمن النطق بالحركة مرتين يساوى المد حركتين ، أى أن قَ قَ = قا ، قُ قُ = قو ، قِ قِ = قى
المد أكثر من حركتين فى رواية حفص
قلنا أن سبب المد همز أو سكون ، فإذا كانت الهمزة فى كلمة واحدة مثل كلمة (السماء) يُمد بمقدار أربع حركات (أو خمس أو ست) لا يقل المد عن أربع حركات ، وكما ذكرنا فى أنواع المدود أن هذا المد يُسمى بالمد المتصل .
وإذا كانت حرف المد فى كلمة والهمز فى أول الكلمة التى تليها مثل قوله (يا أيها الذين أمنوا) فالمد إما أن يكون بحركتين أو أربع حركات وهذا المد يُسمى المد المنفصل .
إذا جاء بعد حرف المد حرف ساكن أو حرف مُشدّد فالمد ست حركات شريطة أن يكون المد والسكون فى كلمة واحدة (ولكن إذا كان المد فى كلمة والسكون فى الكلمة التى تليها فالحكم يتغير حيث سيُحذف حرف المد) كما يمكن أن يكون هذا المد فى حرف (الحروف المقطعة) فحرف ل (لام ) وسطه حرف المد وبعد المد جاء السكون (الميم الساكنة لأن الحرف مبنى على السكون أى أخر الحرف يكون ساكن) وهذا المد يُسمى المد اللازم . والمد ست حركات لا تزيد ولا تنقص .
المد اللازم فى كلمة (كلمى) :
إذا أتى بعد المد حرف مُشدّد يُسمى كلمى مُثقّل : الحاقّة ، الطامّة ، الضالّين .
إذا أتى بعد المد حرف ساكن سُسمى كلمى مُخفف (ورد فى كلمة واحدة فى موضعين فى سورة يونس )  : ءآلـــــأن .
المد اللازم فى حرف (حرفى)
إذا أتى بعد المد حرف مُشدد يُسمى حرفى مُثقّل : لامْ مِيم (الميم الساكنة من لام ، والميم المتحركة من ميم عبارة عن ميم مُشددة)
إذا أتى بعد المد حرف ساكن يُسمى حرفى مُخفف : لامْ
وضابط المد التلقى بالمُشافهة .
الأخطاء الشائعة فى حروف المد الثلاثة والحركات
تركيب غنة فى حرف المد أو الحركة وهذا يترتب عليه زيادة صوت فى القرأن وهذا يُعد من اللحن ، وإنقاص الغنة فى مواضعها يترتب عليه نقصان صوت من القرأن وهذا أيضاً لحناً .
ترعيد حرف المد يتولد عنه تكرار حرف المد (يخرج الصوت وكأن صاحبه يرتعد أو يرتعش) .
الإختلاس من زمن الحركات .
الإختلاس فى المد ( وقلنا يا أدم ) قد تصبح بإختلاس المد (وقلنْ ياأدم)
أزمنة المدود وزمن الحركات (يجب تحقيقها)

حروف الحلق
حرف الهمزة
مخرج الهمزة
تعد الهمزة أثقل الحروف خروجاً لأن مخرجها أبعد ما يكون عن منتهى الكلام ( وهو الفم ) فالهاء تخرج من أقصى الحلق ، يقول الإمام بن الجزرى : ثم لأقصى الحلق همزٌ هاءُ . فخروج الصوت من أقصى الحلق ثم خروجه من الفم هو السبب فى ثقل الهمزة .
صفات الهمزة
للهمزة خمس صفات :
الجهر : إنحباس النفس ( عند التمكين لمخرج الهمزة لا يخرج نفس مع الهمزة )
الشدة : إنقطاع الصوت .
الإستفال : فالهمزة حرف مُرقق ( كما ذكرنا أن للتفخيم والترقيق هيئات فهيئة الترقيق التبسم وهيئة التفخيم أن يكون الشفتين على شكل دائرة أو ما يسمى باللغة العامية التبويز )
الإنفتاح : عدم إلتصاق اللسان بسقف الحنك وعمل إنفتاح ما بين الفكين .
الإصمات : صفة معنوية تبين قوة الحرف ؛ ومعنى الكلام أنه لا يجتمع حروف كلمة فى اللغة العربية تتكون من أربع أو خمس حروف كلها إصمات .
أشكال الهمزة فى القرأن
الهمزة هى الحرف الوحيد الذى له أشكال فى الرسم فى القرأن ، فالهمزة إما أن تُرسم على ألف أو تحت ألف أو على واو أو على ياء أو ترسم على السطر .
حالات الهمزة
للهمزة أربع حالات فقط فى القرأن وهى بذلك تتميز عن جميع حروف الهجاء والتى لها سبع حالات :
الهمزة تأتى ساكنة ، أو متحركة بفتح أو متحركة بضم أو متحركة بكسرة ، أمّا حالات التشديد الثلاثة المتبقية وهى التشديد بالفتح ، والتشديد بالضم والتشديد بالكسر فهى لا تأتى مع الهمزة لأن الهمزة لا تقبل التشديد .
الإخطاء الشائعة
تفخيم الهمزة : الهمزة فى القرأن كله حرف مُرقق لا يقبل التفخيم (الرحمن) .
إمالة حركة الهمزة لتخليصها من التفخيم (الرحمن) يبالغ فى الترقيق فتضيع الهمزة ، والإمالة مرفوضة فى الهمزة .
عند إلتقاء همزتين : يُحقق الإمام حفص الهمزتين فى القرأن كله فيما عدا أربع كلمات فى القرأن كله :
أأعجمى : تسهيل همزة .
أألله ( موضعين) أألذكرين (موضعين) أألان (موضعين)
فى الثلاث كلمات السابقة نتعامل بالتسهيل ككلمة أأعجمى أو إبدال الهمزة الثانية حرف مد من جنس حركة ما قبلها . فى الكلمات الأولى الهمزة الأولى مُحركة بفتح فالإبدال يكون بالألف وبعده أما ساكن أو مُشدّد وفى هذه الحالة يتحول الحكم إلى المد اللازم ست حركات . والتسهيل والإبدال حسب الطريق التى تقرأ منه وللإمام حفص 58 طريق بالتسهيل فقط أو الإبدال فقط أو جواز الإثنين . وما عدا الأربع كلمات لابد من تحقيق الهمزتين سواء فى كلمة أو كلمتين (أأنذرتهم )
الوقوف على الهمزة الموقوف عليها (التى فى أخر الكلمة أو فى منتهى الكلام) بخروج هواء وقد يأتى الهواء بحرف الهاء .
حرف الهاء
مخرج الهاء
أقصى الحلق ، يقول الإمام بن الجزرى : ثم لأقصى الحلق همزٌ هاءُ
صفات الهاء
للهاء خمس صفات وهى :
الهمس : وهو جريان النفس
الرخاوة : جريان الصوت
أما صفات الهمزة فهى إنقطاع صوت وإنقطاع نفس وهاتان الصفتان هما ما يميزان الهمزة عن الهاء لأنهما يشتركان فى باقى الصفات .
الإستفال : أى أن الحرف مُرقق .
الإنفتاح : وهو عدم إلتصاق اللسان بسقف الحنك وإنفتاح ما بين الفكين (جرب نطق الحرف لتحقق هذه الصفة ، أو حقق الصفة لتنطق الحرف بالشكل الصحيح )
الإصمات : وهو صفة معنوية تُعرف للعلم  لتبين صعوبة خروج الحرف المتصف بهذه الصفة .
يقول العلماء : ولولا الهمس والرخاوة لأصبحت الهاء همزة ، ولولا إنقطاع الصوت وإنقطاع النفس فى الهمزة لأصبحت هاء .
وزاد العلماء صفة هى صفة الخفاء ، وصفة الخفاء تُعرف لتُجتنب أو حتى لا تُطبّق فى الحرف ، الهاء صفة تقبل الخفاء فأحذر من تطبيق هذه الصفة ، وصفة الخفاء إنما ذُكرت فى الهاء لهذين السببين : أن الهاء تقبل الخفاء وهو خطأ ، أن صفة الخفاء إنما تُعرف لتُجتنب .
حالات الهاء
الهاء تأتى فى القرأن إما ساكنة أو متحركة بفتح أو متحركة بضم أو متحركة بكسر أو مُشددة بفتح أو مُشددة بكسر أو مُشددة بضم . لا تخرج الهاء عن هذه الحالات السبع .
الإخطاء الشائعة
الخفاء فربما تنقلب همزة ، أو يصبح مجرد هواء لعدم تمكين مخرج الهاء .
مجاورة الهاء لحرف مُفخّم (أى يأتى بعدها أو قبلها مثل حرف القاف) لأن الهاء حرف مُستفل أى مُرقق وضعيف ويقبل الخفاء فقد يُفخّم إذا جاور حرف مُفخّم (القهّار)  ومن ينطقها مُفخمة يُثبت الفم على هيئة موحدة وهى هيئة التفخيم ، وتخليص الهاء من الشفتين يحتاج هيئة شفتين (تبسّم)  .
عند تكرار الهاء فى كلمة واحدة أو كلمتين قد تُحذف أحدهما (إن الله هو الغنى الحميد) (وجوههم ) لابد من تحقيق الهاءين. والتحقيق بإظهار الحركات مع الحرف .
عند إلتقاء الهاء بحاء قد تختفى الهاء لأن الحاء أبين منها وأظهر ، فالهاء فى هذ الحالة قد تُبدل بحاء وتُدغم (فسبّحه ليلا)(وأتقوا الله حق تقاته).
إذا جاءت الهاء بين ألفين أى قبلها ألف وبعدها ألف ، فيكون التفخيم والإخفاء أسهل والهاء يجب أن تكون ظاهرة ومرققة (بناها) وذلك لأن الألف تقبل التفخيم ، إذا جاء بعدها مُفخم تُفخّم ، أما الهاء فلا تفخيم لها .
إذا ألتقت الهاء بالعين لقرب المخرج أيضاً قد تختفى أيضاً ، ولابد من بيانها .
ونختم بقول الشيخ الخاقانى :
زن الحرف لا تُخرجه عن حده وزنه .. فوزن حروف الذكر من أفضل البر
حرف العين
مخرج العين
تخرج من وسط الحلق ، ووسط الحرف يخرج منه حرفين العين والحاء ، يقول الإمام بن الجزرى :  ثم لوسطه فعين حاء .
صفات العين
تتصف العين بخمس صفات
الجهر : إنقطاع النفس ،
التوسط ، وحروف التوسط (لن عمر) وحروف التوسط بين الشدة والرخاوة . الهمزة شديدة أى مقطوعة الصوت ، والهاء رخوة أى يجرى فيها الصوت ، والعين بين إنقطاع الصوت وجريان الصوت ويسمى هذا بالتوسط ، يقول الإمام بن الجزرى : وبين رخو والشديد (لن عمر) والتوسط هو جريان الصوت فترة زمنية بسيطة .
الإستفال : أى أن يكون الحرف مُرقق ، ومعنى الإستفال أن اللسان يتسفل عند النطق به ؛ أى لا يكون مرتفع إلى أعلى .
الإنفتاح : أى إنفتاح ما بين الفكين وعدم إلتصاق اللسان بالحنك الأعلى .
الإصمات : ومعناها أن هذا الحرف يخرج بصعوبة أى لا يخرج من مقدمة اللسان مع الفم .
بموازنة صفات القوة والضعف فى العين توضح أن العين حرف متوسط .
الإخطاء الشائعة عند النطق بحرف العين
عدم تمكين العين من مخرجها يلغى ظهورها .
أخطاء العين فى إياك نعبد :
الشدة فى نطق العين ، جريان الصوت بشكل أكبر (أى رخاوة الصوت ) والحرف حرف متوسط لا يجرى فيها الصوت بشكل كبير ولا ينقطع ، المبالغة فى نطق العين ( يجعل العين تخرج بشكل بشع)
إسقاط العين عند تكرارها ( ينزع عنهما) (نطبع على قلوبهم) 
تفخيم العين عند مجاورة حرف مُفخّم ، فالعين دائماً مُرققة ولا تأتى مفخمة (عظيم) (والعاقبة للمتقين)
مجاورة الهمزة والهاء قد يُسقط العين لقرب المخرج (لا تطعه )(إرجع إليهم)
إذا سكنت العين وجاورت حرف من حروف الهمس قد يجعل العين مهموسها بها جريان نفس قد يقلبها هاء وحروف الهمس هى (فحثه شخص سكت)
حرف الغين
مخرج الغين
أدنى الحلق أى أخره (ويخرج معها الخاء)
صفات الغين : الجهر إنقطاع النفس
جريان الصوت
الإستعلاء : التفخيم
الإنفتاح : ما بين الفكين ، والإنفتاح جزئى (وكذلك حرفى القاف والعين)
الإصمات
الإخطاء الشائعة
تحقيق النطق بتمكين المخرج
لا تصل الغين بالغرغرة
تكرار الغين يؤثر على أحد الحرفين (ومن يبتغ غير) لابد من الفصل بينهم ببيان كل حرف مخرجاً وصفة.
إلتقاء الغين بالقاف قد ُيبدلها قاف لقرب المخرج أو قد تُدغم قيه (ربنا لا تزغ قلوبنا)
إلتقاء الغين بالعين (ربنا أفرغ علينا) والخطأ فى إدغام الغين فى العين .
مجاورة حرف من حروف الهمس قد يُبدل الغين بالخاء لأن صفة الجهر هى التى تُميز الغين عن الخاء والخاء مهموسة ، إذا جرى النفس فى الغين تحولت إلى خاء 
حرف الحاء
مخرج الحاء
وسط الحلق بعد العين : ثم لوسط الحلق عينٌ حاء
صفات الحاء
الهمس : وهى ما يميز الحاء عن العين والهمس هو جريان النفس .
الرخاوة : جريان الصوت ، أكثر من العين .
الإستفال : الحاء حرف مُرقق .
الإنفتاح : إنفتاح ما بين الفكين وعدم إلتصاق اللسان بالحنك الأعلى .
الإصمات وهى صفة معنوية .
الحاء حرف ضعيف لأن صفاته كلها ضعف عدا الإصمات .
الأخطاء الشائعة
غالباً تقع عند سكونها
عدم تمكين المخرج (لابد من تحريك الحلق)
تفخيم الحاء : الحاء مُرققة لا تقبل التفخيم ولاحظ نطق كلمة (الحق) والترقيق يتحقق بإبتسامة بسيطة . مثال أخر (الحاكمين) الألف حرف يقبل التفخيم لذلك يمكن أن يُفخّم ما قبله ، عكس الياء التى يُمكن أن تُرقق الحروف المجاورة لها لأنها حرف مُرقق . لابد من تحقيق الترقيق .
إذا ألتقى حاءين يمكن أن يُسقط حرف ( لا أبرح حتى )
إذا أتى بعد الهاء عين أو أو هاء لقرب المخرج : أمثلة (فلا جناح عليهما) لابد من تحقيق المخرج والصفات لتحقيق نطق الحروف وبيانها . (المسيح عيسى) لابد من تحقيق مخرجى الحاء والعين على حدة ، وذكرنا أن للحاء والعين مخرج واحد تقديراً فحقيقة الأمر أن لكل حرف مخرج يخصه : قال أحد العلماء : والحصرُ تقريبٌ وفى الحقيقة ... لكل حرف بقعةٌ دقيقة ... إذ قال جمهور الورى ما نصه ... لكل حرف مخرجٌ يخصه .
فحصر مخارج الحروف على التقريب فهو مجازى .
مثال أخر (فأصفحْ عنهم) سكون الحاء يجعلها سهلة الإدغام مع العين لقرب المخرج وهذا خطأ جلى فهذا من إبدال الحروف .
مجاورة الحاء للهاء قد يجعلها تُبدل بعين لعدم تحقيق الهمسين ، لأن كلاهما مهموس (فأصبح هشيماً)
حرف الخاء
مخرج الحاء
أدنى الحلق وهو أخر حروف الحلق خروجاً وبجواره حرف الغين
تحذير
يقول الشيخ جلال الحنفى فى كتاب التجويد والإلقاء الصوتى ( لا تصل الغين إلى الغرغرة ولا تصل الخاء إلى الشخير)
صفات الخاء
الهمس : جريان النفس (صفة ضعف)
الرخاوة : جريان الصوت (صفة ضعف)
الإستعلاء : التفخيم ،عند النطق بالحاء يستعلى أقصى اللسان من الداخل قليلا (صفة قوة). ولولا هذه الصفة لضاع حرف الخاء وبهت تماماً .
الإنفتاح :  (صفة ضعف)
الإصمات : وكما نكرر دائماً هى صفة معنوية تبين أن الحرف قوى .
حرف الخاء هو حرف متوسط بين القوة والضعف .
الأخطاء الشائعة
عدم تمكين مخرج الحرف عند سكونه (لابد من تمكين المخارج والصفات) (قالت أخرج عليهن)
ترقيق الخاء : لابد من تحقيق التفخيم حتى لا تضيع الخاء تماماً ( الخاسرون) (خائفين)
تشديد الخاء فى كلمة من القرأن (وله أخ أو أخت)(وبنات الأخ وبنات الأخ)
عند إلتقاء الخاء بالتاء والشين قد يبدلها بغين (وإختار موسى) (تخشى) وذلك لأن التاء والشين مهموستان والغين مجهورة فيصعب عليه مجاورة همس الخاء بهمس التاء أو الشين .
حروف اللسان
حرف القاف
مخرج القاف
أقصى اللسان مع ما يواليه من سقف اللسان (إلتصاق أقصى اللسان مع سقف الحلق هو ما يُمكّن لخروج حرف القاف)
صفات القاف
تزداد القاف بصفة عن الحروف السابقة فهى لها ست صفات ، فلكل حرف خمس صفات وهى صفات الأضداد وهذه ثابتة فى كل حروف ومن الحروف ما يزيد عن هذه الخمس .
الجهر : إنقطاع النفس
الشدة : إنقطاع الصوت
وبهاتين الصفتين تشترك مع الهمزة التى تكون مجهورة وشديدة أيضاً.
الإستعلاء : التفخيم ، لإرتفاع جزء من اللسان إلى أعلى (سقف الحنك)
الإنفتاح (وكما ذكرنا أن الغين والخاء والقاف الإنفتاح فيهم يكون جزئى )
الإصمات
والصفة التى تزيد فى القاف هى القلقلة ، والقلقلة هى إهتزاز الحرف فى المخرج ونتجت هذه الصفة عن الشدة والجهر أى إنقطاع الصوت وإنقطاع النفس (ولا توجد القلقلة فى الهمزة رغم وجود هاتين الصفتين لبعد مخرجها مما يصعب قلقلتها) وتُعرف القلقة إصطلاحاً بأنها ذيول صوتية لطيفة نتيجة إهتزاز المخرج . والقلقلة لا تتحقق إلا مع الحرف الساكن ، ويُمال الحرف للفتح على الإطلاق :
وقلقلة ميل إلى الفتح مُطلقاً ولا تجعلها كالتى قبل تجملا
أى لا تجعل القاف تتجمل بحركة ما قبلها
مراتب القلقلة ثلاث مراتب
القاف المُشدّدة الموقوف عليها وهى أعلى مراتب القلقلة (الحقّ) زمن القلقلة أطول
المرتبة الثانية القاف الساكتة الموقوف عليها (الفلق)
المتوسطة أى الساكنة فى وسط القراءة (يقتلون) ما بين السابقتين
الأخطاء الشائعة
عد بيان القلقلة وعدم تسكين القاف (لابد من بيان القلقلة مع مراعاة مراتبها وتسكين القاف حال سكونها وعدم إعطائها حركة بل قف على القاف وفك مخرجها يتحقق السكون والقلقلة)
الإنفتاح الكلى (وهو من أكثر الأخطاء شيوعاً وكما ذكرنا أن الإنفتاح يكون جزئياً مع القاف كذلك مع الغين والخاء ، الشفتين لابد أن يكون قريبين من بعضهما)
أبدال القاف المضمومة بكاف : لاحظ بعض الناس فى كلمة قل فى سورة الإخلاص والمعوذتين ، ولتجنب الخطأ هذا لابد من تحقيق المخرج .
إذا أتى بعد القاف كاف قد تُبدل بكاف (خالق كل شئ)(قل كل) ولتجنبها لابد من تحديد المخرج.
تكرار القاف قد يسقط الحرف أو الحركة وبخاصة القاف المكسورة :
ومن يُشاقق الرسول : نكرار القاف يجعل البعض يُسقط بعض الحركات
ولاحظ نطق كلمة المستقيم فى فاتحة الكتاب فالقاف ليس مُفخّم تفخيماً كاملاً لوجود الكسرة ، كما أنه لا يُرقق لدرجة وصوله إلى أن يصبح كاف وأستمع لقرّاء الإذاعة لضبط هذه الحرف فضلاً عن بقية الحروف.
تتابع ثلاث قافات قد يُسقط قاف : (حقّ قدره)
تفريق القاف عن الكاف (مُشرقين ، مُشركين)(قدحا ، كدحا)(مرقوم ، مركوم )
حرف الكاف
مخرج الكاف
تخرج من أقصى اللسان تحت القاف .
صفات الكاف
الهمس : جريان النفس .
الشدة : إنقطاع الصوت . يجرى النفس فى حرف الكاف وينقطع الصوت فى المخرج.
الإستفال : حرف مُرقق.
الإنفتاح : إنفتاح ما بين الكفين حتى نبين أن هذا الحرف ليس مُطبق .
الإصمات : ومعناها أن هذا الحرف صعب المخرج .
والهمس فى الكاف مع الصوت ويسمعه القريب الدان ولا يسمعه البعيد القاص ، لابد للهمس من خروج النفس وإذا خرج مه صوت (مع الهمس ) لتبدل الحرف .
الأخطاء الشائعة
عدم جريان المخرج فى القاف الساكنة : يجب أن يجرى النفس مع الكاف أثناء خروجها (وليس بعد خروجها) أى قطع صوت قبل مخرج الكاف يؤدى إلى تشديدا . كما ان البعض قد يضيف صفة القلقلة للكاف : يكتمون ، يكسبون .
إذا جاءت الكاف وبعدها كاف قد تُبدل الكاف بقاف : وتركوك قائما . والسبب إستعداد القاف للتفخيم من عند مخرج الكاف ولابد من فصل المخارج عن بعضها للنطق الصحيح .
إذا تكررت الكاف (ما سلككم) الأخطاء تقع فى تفخيم الكاف أو تسكين الكاف الأولى وإدغامها ، المطلوب تمكين لحركة الفتح فى الكاف حتى لا تُدغم .(ونذكرك كثيرا) الجرى فى الحركات من الأخطاء الشائعة ، لا يعطى زمن الحركات المطلوب فيبهت الصوت ولا يتضح أو يختفى قليلاً.

حرف الجيم
مخرج الجيم
هو أول حرف بعد الكاف ويخرج من وسط اللسان مع ما يواليه من سقف الحنك الأعلى .
صفات الجيم (ست صفات)
الجهر : إنقطاع النفس .
الشدة : إنقطاع الصوت .
الإستفال : أى أن الحرف مُرقق .
الإنفتاح : أى يتحقق فى حرف الجيم إنفتاح ما بين الفكين .
الإصمات : أى أن هذا الحرف من الحروف الصعبة فى النطق .
القلقلة : وهى من الصفات التى لا ضد لها وهى تأتى نتيجة إنقطاع النفس وإنقطاع الصوت أى سببه الجهر والشدة . وحروف القلقلة جمعها الإمام بن الجزرى فى قوله (قطب جد) : قلقلة (قطب جد) واللين .
تعطيش الجيم :
لفظ التعطيش لغة هو الإسقاء (والعرب كانت تستخدم اللفظ وتريد ضده لما فى ذاك من الإستبشار) أى إسقاء الجيم بشئ من صفة الرخاوة حتى تخرج وإلا فلن تخرج على الإطلاق (لأن الحرف شديد مجهور)ولو حاولت نطقه بتحقيق الشدة والجهر دون إسقاءه شئ من الرخاوه الموجودة فى حرف الشين فلن ينفكّ مخرج الجيم عنه لكى يُنطق أو يخرج وجرب هذا بنفسك ، والرخاوة معناها جريان الصوت وجريان الصوت لن يتحقق مع إنقطاعه لأن الشدة وهى إنقطاع الصوت من صفات الجيم ولكن نقول شئ بسيط جداً من الرخاوة أى يمكننا أن نقول نسبة إنقطاع الصوت 90 بالمائة ونسبة جريانه10 بالمائه  . التعطيش إذن هو سهولة خروج حرف الجيم بإسقاء الجيم بجزء بسيط من رخاوة الحرف المجاور وهو الشين لذلك كثير من الناس فى الأخطاء الشائعة يبدلوا الجيم بشين .
الأخطاء الشائعة
عدم تمكين المخرج تنقلب الجيم إلى شين .
عدم تمكين الجيم فى حال سكونها يلغى صفة القلقلة ، أو يجعلها تميل إلى الفتح .
إذا تكررت الجيم أو شُددت يلغى أحدهم (أتحاجّون) يجب الوقوف على المُشدد بزمن الحرفين مع الإدغام أى تسكين الأول وتحريك الثانى .(حاججتم) ولابد من تحقيق القلقلة (راجع مراتب القلقلة فى حرف القاف)
النبر على المُشدد (أى شدة عند النطق بالحرف المُشدد)
إبدال الجيم بالشين عند مجاورة الزاى أو السين (رجزاً)(رجساً) وقد تٌبدل الزاى بسين والسين بزاى وسنتكلم عن هذا عند الحديث عن هذه الحروف. أو مجاورة التاء والحاء والدال (فاجتباه)(إجتنبوا)وقد تُبدل بشين لأن التاء بها (همس)جريان نفس وكذلك الشين ولذا قد تُستبدل الجيم بالشين مع التاء لسهولة النطق وذلك لإشتراك التاء والشين فى صفة الهمس وعدم وجودها فى حرف الجيم . مثال مع الحاء(يجحدون) . مثال مع الدال (من الأجداث)
حرف الشين
مخرج الشين
بعد الجيم (والجيم والشين والياء يخرجوا من وسط اللسان مع ما يواليه من سقف الحنك الأعلى . والحصر تقريب وإلا فكل حرف له مخرج) الشين إذن يخرج من وسط اللسان مع ما يواليه من سقف الحنك الأعلى ، وذكرنا مع الجيم أن الإلتصاق بين اللسان وسقف الحلق يكون قوياً أما الإلتصاق مع حرف السين فهو ضعيف .
صفات الشين
الهمس : جريان النفس .
الرخاوة : جريان الصوت .
ومعنى جريان النفس وجريان الصوت أن إعتماد الشين على المخرج يكون ضعيف أى لا يكون هناك تمكين قوى لمخرج الشين ؛ التمكين للنخرج يكون ضعيف عند النطق بالشين .
الإستفال : أى يكون الحرف مُرقق.
الإنفتاح : عدم إلتصاق اللسان بسقف الحنك وإنفتاح ما بين الفكين .
الإصمات .
والصفة السادسة للشين والتى لا ضد لها وهى الصفة التى تنفرد بها الشين عن سائر الحروف هى صفة التفشى ، والتفشى معناه إنتشار الريح داخل الفم .
الإخطاء الشائعة
عدم تمكين زمن الرخاوة : أى ضبط زمن الصوت فى الشين (وهو يأتى بالمُشافهة)
عند تشديد الشين قد يحدث دفع أو نبر على الحرف (فبشّرناه) أو تخفيفها ، لابد من تحقيق الزمن المطلوب للرخاوة .
إذا ألتقت الشين بجيم قد يبدل الشين بالجيم (إنها شجرة) ولابد من عدم تسكين الجيم فى شجرة لأنها مفتوحة .
تفخيم الشين إذا جاورت حرف مُفخم خاصة حروف الإطباق (الشيطان)
حرف الياء اللينة
الفرق بين الياء المدية والياء اللينة
الياء المدية هى الياء الساكنة المسبوقة بكسر وهى كما ذكرنا تخرج من الجوف .
ياء اللين هى التى تقبل الحركة ، فهى الياء الساكنة المسبوقة بفتح أو المتحركة بحركة من الحركات الثلاث ، والياء لا تُسبق بضم  وهى تخرج من وسط اللسان مع سقف الحنك .
صفات الياء
الجهر : عدم جريان النفس
الرخاوة : جريان الصوت
ينقطغ النفس ويجرى الصوت ويجرى الصوت بزمن خروج الصوت الطبيعى .
الإستفال : أى أن الحرف يكون مُرقق .
الإصمات : صعوبة خروج الحرف .
الإنفتاح .
اللين : يخروج بسهولة دون تكلف وعنف (رغم أنه صعب فى المخرج وصعوبة المخرج تكمن فى بعد الحرف عن مخرج الشفتين وطرق اللسان مما يُسبب صعوبة فى الخروج)
الأخطاء الشائعة
مد الياء وتفخيمها : الشيطان .
عدم بيان تشديد الياء : يجب بيانها وتفصيل الساكن عن المتحرك : إياك .
 إذا كانت الياء مُشددة وموقوف عليها يجب الوقوف عليها بزمن حرفين : الحيُّ . الوقوف بياء واحدة ولكن بزمن حرفين ، تطويل الزمن لبيان أن ثمة هناك تشديد . (بمصرخىِّ)
إذا شددت الياء وكان قبلها مُشدد قد يُسقط حرف : السَّيّئات ، الأميّيّن : وإسقاط الحروف شائع جدا فى القرأن .
تشديد المخفف مما ينتج عنه زيادة حرف : وتعيها . أفعيينا .
إدغام الياء المدية فى ياء اللين : الذِى يُوسوس . فى يوسف .
حرف الضاد
يقول العلماء أن حرف الضاد من أصعب حروف الهجاء خروجاً من المخرج .
مخرج الضاد
أحدى حافتى اللسان مع ما يواليها من الأضراس العليا يميناً أو يساراً .
صفات الضاد
الجهر : إنقطاع النفس
الرخاوة : جريان الصوت .
الإستعلاء : الضاد حرف مُفخّم .
الإطباق : إلتصاق جزء من اللسان بالحنك الأعلى .
الإصمات : خروج الحرف بصعوبة .
الإستطالة : أى أنه أطول مخرج إمتدادا وإلتصاقاً هو مخرج الضاد حيث أن حافة اللسان بالكامل تلتصق بالأضراس العليا كلها ، وليست الإستطالة تطويل صوت الضاد إذ يتعذر تطويل صوت الضاد أو يستحيل .
الأخطاء الشائعة
عدم تمكين لصفة الرخاوة فى الضاد حال سكونها أو المبالغة ولابد من ضبط الضاد بالزمن الطبيعى لجريان الصوت: فأضربوهن .
المبالغة عند الضاد المشددة والإتيان بنبر فيها إذ العنف مع صعوبة الصوت يجعل الصوت مُستبشع : ولا الضّالين .
عدم إبدال الضاد بطاء حال التشديد : ولا الضّالين . ولابد من تأخير طرف اللسان عن أطراف الثنايا لأنه إن لمس اللسان أطراف الثنايا سيأتى بحرف الظاء لأنه مخرج الظاء . أو قد يلمس اللسان فى أصول الثنايا(أخرها) مع الإلتقاء باللثة وهذا مخرج الطاء .
عند تكرار الضاد لابد من بيانهما ومراعاة الحركات والسكون : يغضضن .
إذا أتى بعدها تاء أو طاء قد تُدغم فيهما : خضتم : لابد من الفصل بين المخرجين ، عرّضتم ، فمن أضطر .
عند إلتقاء الضاد بنون أو جيم أو لام أو راء  قد تُدغم فى هذه الحروف : وأخفض جناحك ، عرضنا ، أضللتم ، أن أضرب .
حرف اللام
مخرج اللام
بعد إنتهاء الأضراس من الناحية اليمنى إلى الناحية اليسرى تأتى اللام من باقى الأسنان ، والحافة الأمامية للسان من اليمين واليسار مع طرف اللسان أى جزء يلتصق يعتبر مخرج اللام .
صفات اللام
الجهر : إنقطاع النفس .
التوسط : بين إنقطاع الصوت وجريان الصوت : يجرى فيه الصوت فترة زمنية بسيطة .
الإستفال : أى اللام حرف مٌرقّق .
الإنفتاح : أى إنفتاح مابين الفكين وعد إلتصاق اللسان بسقف الحنك .
الإذلاق .
الفرق بين الإذلاق والإصمات
الإصمات والإذلاف صفات معنوية تبين سهولة خروج الحرف وصعوبته وهى لا تؤثر على القراءة فى شئ ولكن تُعرف من باب تمام العلم .
الإذلاق من ذلق اللسان أى طرفه فيسهل خروجها وحروف الإذلاق ستة (فر من لب)
أما الإصمات يشمل الحروف التى تخرج من أقصى اللسان والفم والجوف وهى صعبة فى الخروج لبعدها عن المخرج على عكس حروف الإذلاق السهلة الخروج لقربها من المخرج وحروف الإصمات هى الباقية بعد طرح حروف الإذلاق الستة (فر من لب) ولتوضيح سهولة وصعوبة النطق بحروف الإذلاق والإصمات نأتى بكلمة كل حروفها مُصمتة وهى كلمة (عسجد) نجد أن زمن النطق بهذه الكلمة أطول من النطق بالكلمة التى تشتمل على حروف الإذلاق الستة (فر من لب) ولذلك يقول علماء اللغة أن الكلمات العربية لابد وأن تشتمل على حروف الإذلاق ؛ أى كل كلمة لابد من إحتوائها على حرف أو أكثر من حروف الإذلاق وذلك لتسهيل مخرجها (مثل الساكن والمتحرك لمن درس اللغة الإنجليزية )
الإنحراف : أى إنحراف اللام فى اللسان جهة اليمين أو اليسار ، وهى على عكس الضاد ينحرف اللسان من جهة اليمين أسهل ، والضاد من اليسار أسهل .
أحكام اللام فى القرأن :
تقبل الإظهار والإدغام (لام ال التعريفية (القمرية والشمسية)(راجع أحكام اللام السواكن)
تقبل اللام التفخيم والترقيق : والأصل فيها الترقيق .     
تُفخّم اللام عند الإمام حفص فى لفظ الجلالة (الله – اللهم) ولا شئ غير ، وتُفخّم بشروط وهى أن يكون مفتوح ما قبل كلمة الله ، واللهم أو مضموم ما قبلهما أو مبدوء بهما ، قالَ الله ، فضلُ الله ، اللهُ نور السموات والأرض . وتُرقق إذا كُسر ما قبله : بسمِ الله . وما دون ذلك عند الإمام حفص فهى مُرققة .
الإخطاء الشائعة
عدم تمكين زمن التوسط : قلُ إن كانت لكم الدار الأخرة : ليس فى اللام شدة شدة ولا رخاوة ، وهى ساكنة فيجب أن نراعى عدم تحريكها فهذا من الأخطاء الشائعة .
إذا ألتقت بنون وكانت ساكنة وألتقت بنون خاصة إذا كانت فى فعل قد تُبدل بنون : قلُنا . أرسلْنا . فيما عدا لام التعريف لا تقبل اللام الإدغام فى النون .
إذا ألتقت اللام المتحركة بلفظ الجلالة أحذر من تفخيم اللام : قالَ الله .
إذا جاءت اللام بجوار حرف مفخم يُصبغ بصبغة المفخم : وهو اللطيف ، هذا حلق الله .
إذا تكرراللام أو شُدّدت . عند التشديد يجب إظهار اللامين وعدم الجرى بهم : الذين ، كذلك تعدد اللامات لابد من بيانهم جميعاً :غلاً للذين .

 حرف النون
 مخرج النون
من طرف اللسان ما بعد أصول الثنايا (الإسنان فى مقدمة الفم)
صفات النون
الجهر : إنقطاع نفس
التوسط : جريان الصوت فترة زمنية بسيطة (من حروف لن عمر)
الإستفال : الحرف مرقق
الإنفتاح : إنفتاح ما بين الفكين وعدم إلتصاق اللسان بسقف الحنك
الإذلاق
الغنّة ( وهى صفة فى الميم والنون فقط)
التنوين
التنوين نون زائدة تسقط عند الوقف تنطق ولا تُكتب .
(راجع أحكام النون الساكنة والتنوين)
والإخفاء يتبع تفخيم وترقيق ما بعده ؛ بمعنى لو بعد النون الساكنة والتنوين حرف مُفخّم الغنة تُفخّم ، ولو كان مُرقق الغنة تُرقق .
(منِ شر) (من طيبات)
وتتبع ما قبلها الألف والعكس فى الغنة عُرف ، أى أن الألف يتبع ما قبله فى التفخيم والترقيق أما الغنة تتبع ما بعدها .
النون إذا شُددت تأخذ زمن حركتين ، والذى يُقاس بالحركات فى التشديد هو الميم والنون فقط .
الأخطاء الشائعة
عدم تمكين التوسط (أنعمت) ويتحقق التوسط بعدم تطويل الزمن .
عدم تحريك النون الساكنة ( أنعمت)
إذا شُدّدت النون أحذر أن تمد ما قبلها (وكذلك الميم)(وأحذر لما قبلهما أن تمددا)
أحذر توليد حركة مد من الحركة التى قبلها (يُنفقون)
إذا تكررت النون أحذر أن تختلس من الحركات أو لا تاتى بالحرفين على الوجه الصحيح ، لابد من فصل الحروف وإعطاء كل حرفه حقه ومستحقه ( من بيننا )
إذ جاءت مُشددة وبعدها نون متحركة لابد من بيان الحروف أيضاً وإعطاء حقها ومستحقها (ولتعلمنّ نبأه)
إذا سكنت النون وجاء بعدها همزة : الجرى بها ينقل الحركة وهو شئ موجود عند الإمام ورش (عجباً أن )
حرف الراء
مخرج الراء
من ظهر طرف اللسان (ينحرف اللسان إلى الظهر)
صفات الراء
الجهر : إنقطاع النفس
التوسط : جريان الصوت فترة زمنية بسيطة
الإستفال : الترقيق ولكن تقبل التفخيم
الإنفتاح : إنفتاح ما بين الفكين وعدم إلتصاق جزء اللسان بسقف الحنك الأعلى .
الإذلاق
الإنحراف : ينحرف اللسان من الطرف إلى ظهر اللسان
التكرير : وصفة التكرير تُعرف لتُجتنب (تجنب التكرير حتى لا نأتى بأكثر من راء ) حيث يرتعد اللسان لأنه لا يتمكن من ملامسة سقف الحنك وهذا ينتج عنه إرتعاد اللسان وينتج عن هذا الإرتعاد إهتزاز بسيط فى مخرج الراء ولكن ليس تكرير ، فمعنى التكرير هو تكرير أكثر من راء
وهى الحرف الوحيد الذى له سبع صفات
التفخيم والترقيق فى الراء
إذا كانت مُحرّكة بفتح أو مُشدّدة بفتح تُفخّم ،إذا كانت مُحركة بضم أو مُشدّدة بضم تُفخّم
إذا كانت مُحركة بكسر أو مُشدّدة بكسر تُرقّق
إذا كانت ساكنة :
فى أول الكلمة تُفخم أو قبلها همزة وصل فهى تعد فى أول الكلمة أيضاً (أرتابوا)
إذا توسطت الراء الساكنة الكلمة إذا كان قبلها مضموم أو مفتوح تُفخّم ، إذا كان قبلها مكسور ننظر للحرف الذى يليها إذا كان حرف إستعلاء تفخم (وهذا موجود فى خمس كلمات فقط (إِرصاد ، مِرصادا ، لبالمرصاد ، فِرقا ، قِرطاس) فيما عدا هذه الكلمات الخمس أى راء ساكنة متوسطة الكلمة  قبلها كسر تُرقق .
إذا تطرفت الراء وكانت ساكنة (سواء كان سكوناً أصلياً أو عارضاً) ننظر إلى ما قبلها إذا كان مفتوح أو مضموم تُفخّم ، وإذا كان قبلها مكسور تُرقّق .
إذا كان قبلها ساكن (خال سكونها سكون عارضاً ) ننظر إلى ما قبل الساكن إذا كان مفتوح أو مضموم تُفخّم (إلا إذا كان هذا الساكن ياء أى ما يفصل بين الراء والحرف المكسور ياء تُرقق : خبير ، بصير ) ، وإذا كان مكسور تُرقق .
الأخطاء الشائعة
تحريك الراءت السواكن : لابد من مراعاة الحركة والسكون .
تفخيم المُرقق : لابد من مراعاة التفخيم والترقيق . ءأنذرتهم أم لم تنذرهم .
إذا تكررت الراء أو شددت (قل أمر ربى بالقسط) : لابد من تمكين المخرج فى الراءات المتكررة فى جميع حالاتها ، عدم التكرير (الرّحمن)
إذا كانت الراء مُشددة بالكسر وبضم وحركة ما قلها ليس من جنسها أى قبلها فتح قد تفخم الراء الأولى وترقق الثانية وهذا لا يجوز (الرّجال ) (متبرّجات ) (الراء الأولى فى المشدد تتبع الراء الثانية تفخيماً وترقيقا .
حرف الطاء
مخرج الطاء
تخرج من نفس مخرج الطاء والتاء والدال (مجازا) لأن لكل حرف مخرج يخصه كما ذكرنا .
من طرف اللسان مع عليا الثنايا أو أصول الثنايا العليا (السنتان فى مفدمة الفم)
صفات الطاء
صفات الطاء كلها صفات قوة (ست صفات)
الجهر : إنقطاع نفس
الشدة : إنقطاع الصوت
الإستعلاء : التقخيم
الإطباق : إلتصاق جزء من اللسان بالحنك الأعلى (وهو يزيد من تفخيم الطاء)
الإصمات
القلقلة (بسبب إنقطاع الصوت وإنقطاع النفس) والحرف الوحيد الذى إنقطع فيه الصوت والنفس ولم يحث فيه قلقلة هو الهمزة والعلة بُعد المخرج .
والطاء بذلك هى أقوى حرف فى حروف الهجاء .
زيادة التفخيم فى الحروف المطبقة
حروف الإستعلاء(التفخيم) سبعة أحرف (خص ضغط قظ) منهاء أربعة مُطبقة ( ص ض ط ظ ) لأن الإطباق يزيد من التفخيم .
الأخطاء الشائعة
المبالغة فى القلقلة عند نطق الطاء الساكنة أو تحريك القلقلة بالفتح (لأن القلقلة ينتج عنها إمالة بالفتح لا تصل إلى الفتح إذ زيادة الإمالة تتحول إلى فتح) والإمالة تأتى طبيعياً نتيجة إهتزاز المخرج فلا يصح أن تأتى بالإمالة لأنك قد تأتى بالفتح  (نطفة)(قطرا)(شطر)
بيان قوة التفخيم فى الطاء المفتوحة إذا جاء بعدها ألف وهذه الحالة أقوى مراتب التفخيم فى الطاء (الشيطان) ويجب عدم جريان النفس فى الطاء (الشيطان) والهمس وهو جريان النفس إنما يكون فى التاء وهو غالباً يكون فى الطاء المكسورة وذلك لسهولة تمكين المخرج فى التاء عن الطاء فلابد من الحذر (شياطِينهم)
عدم بيان الهمس عند تكرار الطاء لكى لا يمكن لمخرج الطاء مرتين (شططا) لابد من تمكين المخرج وعدم جريان النفس (خروج النفس فى الطاء إبدال لمخرجها)
عند الطاء المُشددة لابد من بيان الطاء الساكنة (فالحرف المشدد عبارة عن حرفين الأول ساكن والثانى متحرك) ويجب عد قلقلة الساكن فى الحرف المُشدد ويكفى فيه إنقطاع الصوت فقط (يطّوف)
عند إلتقاء الطاء بضاد (ضاد قبل الطاء) فكثير من يبدل الضاد بطاء ويدغمها فى الطاء أو يبدل الطاء بضاد ويأتى بضاد مُشدّدة (فمن أضطر) والشائع فيها إبدال الضاد بطاء وإدغامها فيها أى إدغام الضاد فى الطاء ، لابد من فصل المخرجين لتحقيق النطق الصحيح فى هذه الحالة .
عندما تُسبق الطاء بصاد وذلك لأن الصاد من حروف الإطباق وبها همس مما يؤدى إلى إصباغ الطاء بهمس (أصطفى )
إذا ألتقت الطاء الساكنة بتاء تُدغم فى التاء (أى إدغام ناقص) فلابد من الحذر (فرطت فى جنب الله )(بسطت) والمطلوب البقاء فى مخرج التاء وجعلها مطبقة ومستعلية .
حرف الدال
مخرج الدال
نفس مخرج الطاء : طرف اللسان مع أصول الثنايا العلية (والحصر تقريب وفى الحقيقة لكل حرف بقعة دقيقة إذ قال جمهور الورى ما نصه لكل حرف مخرج يخصه ) والمخرج واحد مجازى أو تقديرى . والثنايا كما ذكرنا هما السنتان فى مفدمة الفم وأصول الثنايا إلتقاءهم باللثة .(اللسان يطعن فى أخر أصول الثنايا مع إلتقاءها باللثة)
صفات الدال
الجهر : إنقطاع النفس (وهو ما يميز الدال عن التاء)
الشدة : إنقطاع الصوت
الإستفال : الحرف مرقق
الإنفتاح : إنفتاح ما بين الفكين وعد إلتصاق اللسان بسقف الحنك
الإصنات .
القلقلة (وكما ذكرنا نتيجة إنقطاع الصوت والنفس فيمما عدا الهمزة كما ذكرنا فى حرف الطاء والعلة فى الهمزة بعد المخرج .
لولا الجهر فى الدال لأصبحت تاء لأن جريان النفس هو الصفة الوحيدة التى تفصل التاء عن الدال
لولا الإطباق والإستعلاء فى الطاء لأصبحت دال
الإخطاء الشائعة
يجب القلقلة برفق وعدم العنف مع القلقلة (مُدخل)
عدم التحريك بالفتح عند القلقلة (وإذ واعدنا موسى) بالفتح يتغير المخرج
عند الدال المشددة عدم جريان النفس لكى لا تبدل بتاء (مالك يوم الدين)
تكرار الدال لابد من بيان الدالات السالكنة والمتحركة لكى لا تقطع دال لابد إذن من تمكين المخرج (اشدد)
سكون الدال وبعدها نون قد بدل بنون لقرب المخرج (ولقد نصركم.
إذ سكنت الدال وجاء بعدها تاء (لقد تاب) لابد من الإدغام (إدغام الدال فى التاء)وعدم الإتيان بنبر على الدال .
حرف التاء
مخرج التاء
طرف اللسان مع أصول الثنايا (مع الطاء والدال)
صفات التاء
الهمس : جريان النفس
الشدة : إنقطاع صوت
الإستفال : أى الحرف مُرقق
الإنفتاح : إنفتاح ما بين الفكين وعدم إلتصاق اللسان بسقف الحنك
الإصمات
لولا الهمس فى التاء لأصبحت دال ، الهمس هو الصفة التى تميز التاء عن الدال .
والهمس صفة ملازمة ولازمة لكل حروف الهمس فى كل حالاتها وهو أقوى حال السكون أقل بياناً حال الحركة وهمس التاء خفيف لكى لا يخرج صوت شبيه بالسين ، لتحقيق التاء حال السكون نخرج نفس ولا صوت مع النفس . (نهمس همساً لا يترتب عنه حرفٌ زائد ) ولا تخرج التاء بدون همس وإلا أصبحت دال والهمس ملازم للمخرج يخرج مع الحرف .
الأخطاء الشائعة
تمكين المخرج حال سكون الحرف (أتقن) لابد من جريان الهمس مع التاء : تمشية النفس فى المخرج دون خروج صوت
الطاء بعد التاء الساكنة تحقيق إدغام المتجانسين : التاء تذهب بالكلية وتُبدل بالطاء (قالت طائفة ) ومع الدال فى موضعين (فلما أثقلت دعوا)(أجيبت دعوتكما) تبدل بدال مُشددة : إدغام كامل : تشديد الحرف الثانى.
إذا جاورت حرف مُفخم خاصة الطاء قد تبدل بالطاء (كُشطت)(فلم تقتلوهم)( أفتطمعون)
مخرج الصاد والزاى والسين
حرف الصاد
مخرج الصاد (وكذلك الزاى والسين على سبيل التقريب لا التحقيق)
يقول الشيخ عثمان سليمان مراد صاحب السلسبيل الشافى فى متنه عن مخارج الحروف والصفات  :
والصاد والسين وزاى تُجلى منه ومن فوق الثنايا السفلى (منه أى من طرف اللسان)
المخرج إذن طرف اللسان مع ما بين أطراف الثنايا العلى و السفلى أقرب للسفلى .
صفات الصاد
الهمس : جريان نفس
الرخاوة : جريان الصوت
الإستعلاء : إستعلاء أقصى اللسان عند النطق بالحرف
الإطباق : إلتصاق جزء من اللسان بالحنك الأعلى
الإصمات
الصفير (صوت يشبه صوت الطائر)
لا تجعل وسط اللسان يرتفع عند النطق حتى لا تأتى بحرف قريب من الشين (بين الشين والصاد)
الأخطاء الشائعة
عدم ضبط زمن الرخاوة بتطويله ( أصطفى ) لابد من ضبط زمن الرخاوة .
تحريكها حال سكونها ( يصطرخون ) لابد من مراعلة تسكين السواكن .
إذا شُددت أو تكررت نحذر من عدم بيان الحرفين (الصابرين)(الصراط) لابد من إعطاء كل حرفه حقه ومستحقه وعدم الإختلاس من الحركات (قصصهم)
عند كسر الصاد إبدالها بسين يكون أسهل (الصِراط) لابد من تحقيق الإطباق والإستعلاء حتى لا تُبدل بسين .
إذا أتى بعد الصاد تاء أحذر إبدال الصاد سين لأن التاء حرف مُرقق ومنفتح وعند التراخى فى نطق الصاد قد تصبح سين ( حرصتم)  قد تبدل بسين لتناسب التاء مع السين .
كلمات إبدال الحرف يغير المعنى
مما تُحصنون (يوسف) إنهم يُحسنون صنعا (الكهف)
وعصيتم ، هل عسيتم .
أسروا ، أصروا
المحسنات ، المحصنات
تصير الأمور ، تسير الجبال
حرف السين
مخرج السين
الصاد والزاى والسين من مخرج واحد : ما بين أطراف الثنايا العلى والسفلى أقرب للسفلى . قال الشيخ عثمان سليمان مراد : والصاد والزاى وسينٌ تجلى منه ومن فوق الثنايا السفلى . يأخذ اللسان هيئة الإنفتاح أو الإنفراج أما الصاد هيئة الإطباق (على شكل طبق)
صفات السين
الهمس : جريان النفس
الرخاوة : جريان الصوت
الإستفال : (اللسان متسفل من أقصاه لا يرتفع وهى صفة ضعف وهى أول صفة تميز اتلسين عن الصاد حيث فى الصاد يرتفع اللسان من أقصاه وهى صفة الإستعلاء فى الصاد) والإستفال أى يكون الحرف مرقق الترقيق .
الإنفتاح : إنفتاح ما بين الفكين وعدم إلتصاق اللسان بسقف الحنك الأعلى (أما فى الصاد فعكس هذه الصفة وهى الإطباق أى يكون اللسان على هيئة طبق متقعر وسطه لأسفل)
الإصمات
الصفير
الهمس فى السين أقوى والصفير أبين فى الصاد لتناسب كل صفة مع حرفها فهى صفة ضعف والسين حرف ضعيف والصفير قوة والصاد من الحروف القوية .
الإخطاء الشائعة
الفرق بين السين والزاى صفة واحدة هى الجهر : عدم جريان النفس ، لابد من تمشية النفس فى السين حتى لا تنقلب زاى .
عند سكون السين تزيد الرخاوة أو يتحرك الحرف (عدم المبالغة فى النطق لكى لا يزيد زمن الرخاوة) يقول الإمام الخاقانى (زن الحرف لا تخرجه عن حد وزنه فوزن حروف الذكر من أفضل البر ) ويقول الإمام السخاوى : للحرف ميزان فلا تك طاغياً فيه ولا تك مُخسر الميزان) والقرءان مُنزّه عن الزيادة والنقصان والتبديل والتحريف .
تفخيم السين وإبدالها فى الصاد (المستقيم) وهذا يترتب عنه ترتيب القاف إلى أدنى مرتبة .
إذا جاورت السين حرف مستعلى أو مُطبق قد تنسحب إلى الصاد (أقسموا)(يستصرخون) لابد من فصل المخارج لتحقيق النطق الصحيح ولابد من تحقيق صفات كل حرف (سرمدا)(سرّهم) لابد من تحقيق هيئة الحركة عند النطق بحركة الحرف ؛ فحركة الفتح يلزمها إنفتاح ما بين الفكين ، مع الضم لابد من مط الشفتين للأمام ، مع الكسر إسقاط الفك لأسفل .
إبدال السين بزاى (رجس)(رجزا) منع النفس عن السين يبدلها بزاى : لابد من تحقيق صفة الهمس وهو جريان النفس فى السين ، وسبب ذلك أن الجيم بها إنقطاع نفس مما يجعل من السهولة الإتيان بحرف مقطوع النفس مثله وهو الزاى فتُبدل الزسين بزاى (المسجد) قد تُبدل السين بزاى .
عند تكرار الحرف أو تشديدة لابد من تحقيق تكرار الحرف والحرف المُشدد (والسّماء)ويتحقق ذلك بإظهار رخاوة السين الساكنة قبل الإنتقال إلى السين المتحركة فى الحرف المُشدد . (أفمن أسّس) لدينا ثلاث سينات لابد من تحقيقها جميعاً لكى لا نُسقط حرف أو نختلس من الحركات .
حرف الزاى
الزاى هى الراء المنقّطة ويُطلق عليها الزين ولكن الزاى أصحّ .
كما ذكرنا الزاى تخرج من نفس مخرج السين والصاد : ما بين أطراف الثنايا العلى والسفلى أقرب للسفلى .
صفات الزاى
الجهر : إنقطاع النفس
الرخاوة : جريان الصوت : الإستفال : الحرف مُرقق لا يرتفع اللسان من أقصاه عند النطق بالحرف (اللسان مُتسفّل)
الإنفتاح : أى إنفتاح ما بين الفكين وعدم إلتصاق اللسان بالفك العلوى
الإصمات
الصفير : صوت يشبه صوت الطائر .
الفرق بين السين والزاى :
الهمس والجهر : السين مهموسة يجرى فيها النفس والصاد مجهورة ينقطع فيها النفس ، وما عدا ذلك يتفقوا فى جميع الصفات .
الأخطاء الشائعة
لابد من تمكين صفة الجهر فى الزاى حتى لا تُبدل بسين ، وكذلك مع السين لابد من تمكين صفة الهمس حتى لا تُبدل بسين .
تحقيق زمن الرخاوة فى الزاى الساكنة  (تزدرى )( أزكى لكم)(يُزجى)
إذا جاء بعد الزاى جيم :لأن الزاى حرف مجهور وكذلك الجيم والجهر يعنى تمكين المخرج فقد يؤدى هذا إلى صعوبة فك المخرج والإنتقال إلى الحرف التالى لأن فى الجهر تمكين للمخرج (يُزْجى) ، لابد إذن من الحذر من إبدال الزاى بسين لأن الإنتقال من السين للجيم أسهل من الإنتقال من الزاى إلى الجيم لأن المخرج فى السين ليس مُمكّناً كمخرج الزاى مما يجعل من السهولة الإنتقال من مخرج غير مُمكن (رجزاً)
إذ شُدّدت الزاى لابد من بيان الساكن والمتحرك (الزّكاة) لابد من بيان الساكن والمتحرك فى الحرف المشدد ،لأن المشدد عبارة عن ساكن ومتحرك .
إذا جاء قبل الزاى ذال ساكنة قد يحث إدغام (ذال مُشددة) وذلك لقرب المخرج (فالذال تخرج من طرف اللسان قرب الثنايا العليا والزاى أقرب للسفلى ) وإذ زين . لابد من بيان رخاوة الزاى وبيان مخرجها والفصل بين الزاى والذال (يلمس اللسان فوق حيث مخرج الذال ثم أسفل حيث مخرج الزاى .

حرف الظاء
مخرج الظاء
الظاء والذال والثاء من مخرج واحد(وهو تقريبى ) طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا (اللسان لا يخرج خارج الأسنان أبداً فى نطق أى حرف ) طرف اللسان مع أطراف الثنايا وليس بعد أطراف الثنايا . من صفات الظاء الجهر ، والجهر إنقطاع النفس للإعتماد على المخرج ، وإذا خرج طرف اللسان خارج الأسنان فلن يكون هناك إعتماد على المخرج . تخرج الظاء من طعن (وليس طعن شديد) طرف اللسان مع أطراف الثنايا (ليس عند أطراف الثنايا بالضبط ولكنها فوقها قليلا) (الظاء من الحروف المجهورة أى مقطوعة النفس التى لا يخرج معها نفس فإن خرج معها نفس فأعلم أن هذات ليس نطقها الصحيح . لكى لا يخرج نفس مع الظاء لابد من تمكين طرف اللسان مع أطراف الثنايا(فوقها قليلا).(المسافة بين الظاء والذال والثاء دقيقة جداً تقاس بأقل من الملى )
صفات الظاء
الجهر : إنقطاع النفس
الرخاوة : جريان الصوت
الإستعلاء : (الحرف مُفخّم) يستعلى أقصى اللسان
الإطباق : الحرف مُطبق ويلتصق جزء من اللسان بسقف الحنك
الإصمات
تتشابه الظاء مع الضاد فى جميع صفاتها لذلك قد تُبدل الضاد بظاء والعكس وما يميز الضاد عن الظاء هو المخرج وصفة واحدة هى صفة الإستطالة .
الأخطاء الشائعة
عدم تمكين المخرج
عدم تمكين صفة الرخاوة :لابد من تمكين الصفات والمخرج لتحقيق النطق الصحيح (أظفركم) لا ينقطع الصوت ولا يخرج اللسان للخارج
عند تشديدها قد يخرج معها نفس (الظّالمين) وذلك للجرى بها ، أو قد يأتى القارئ بنبر (قوة دفع والنبر لا يكون إلا فى الهمزة)
عند سكونها ومجاورتها فى النون قد تُدغم بالنون (وذلك للسهولة فى عدم تمكين المخرج والبقاء فى مخرج النون) (وحفظنّاها)
إذ ألتقت بالتاء قد يجرى نفس ليتناسب مع التاء (أوعظت)
التفريق بين الذال والظاء فى كلمات متشابهة لا يفرقها إلا حرف (محظورا)(محذورا) (المُنظرين)(المُنذرين)

حرف الذال
مخرج الذال
(والظاء والثاء ) كما ذكرنا من طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا (ولا يكون خارج الفم) ؛ اللسان لا يخرج لخارج الفم لأن الذال مجهورة وبخروج اللسان تأتى صفة الهمس التى لا تكون مع الذال .
صفات الذال
الجهر : إنقطاع النفس
الرخاوة : جريان الصوت
الإستفال : أى الحرف مُرقّق
الإنفتاح : إنفتاح ما بين الفكين وعدم إلتصاق جزء من اللسان بالحنك الأعلى
الإصمات
الإستعلاء والإطباق هما الصفتان اللتان تفصلان الظاء عن الذال
الأخطاء الشائعة
ضبط زمن الرخاوة حال سكون الحرف(دع الصوت ينقطع وحده)
تحقيق سكون كامل ميت لا حركة فيه إذ تتحقق الصفات وتظهر بوضوح حال سكون الحرف وذلك لأن الحرف إذا كان متحرك ينتقل من مخرج الحرف إلى مخرج أصل الحركة (ومخرج أصل حركة الضم هو الواو ، والكسرة هو الياء والفتحة هو الألف ) كل حرف متحرك يشترك فى مخرجين : مخرج الحرف نفسه ومخرج أصل الحركة لذا كان تحقيق أصفات أبين وأوضح حال سكون الحرف لعد إشتراك أصول مخارج الحركات معه . الذال المضمومة تشترك فى مخرج الذال والواو ، والذال المفتوحة تشترك فى مخرج الذال والياء ، والذال المفتوحة تشترك فى مخرج الذال والألف (ولا نزداد فى مخرج الحركات حتى لا نأتى بحروف أصول الحركات .
تمكين طرف اللسان مع أطراف الثنايا حتى لا تُبدال الذال بزاى .(ذكيّتم)(زكّيتم)
عدم تفخيم الذال (أأنذرتهم) بالتفخيم والإطباق تتحول إلى ظاء .
الحذر من إدغامها فى التاء لمن يقؤأ برواية حفص (إتخذتم)
حرف الثاء
مخرج الثاء
من طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا ، فى الظاء طرف اللسان يكون ملامس لأطراف الثنايا من الداخل ، الذال طرف اللسان عمودى على الثنايا العليا ، الثاء طرف اللسان تحت أطراف الثنايا العليا مع بروز بسيط جداً لطرف اللسان فوق أطراف الثنايا السفلى  لكن اللسان لا يصح أن يكون خارج الفم ، فى حرف الثاء لا يكون هناك تمكين للمخرج مما يسهل خروج النفس وهذا ما يميز الثاء عن الذال والظاء المجهورتان (أى فيهما إنقطاع نفس) الثاء إذن فيها خروج نفس
صفات الثاء
الهمس : جريان النفس
الرخاوة : جريان صوت 
الإستفال : ترقيق الحرف
الإنفتاح : عدم إلتصاق جزء من اللسان بالحنك الأعلى وإنفتاح ما بين الفكين
الإصمات
تتشابه الثاء بهذه الصفات مع حرف الهاء ، وكما نقول أى حرفين مختلفين يتشابهان فى المخرج لابد من إختلاف الصفات ، وأى حرفين يتشابهان فى المخرج لابد من إختلاف الصفات .
الفرق بين الذال والثاء صفة واحدة (الهمس والجهر) وكذللك الغين والخاء يشتركان فى جميع الصفات ونفس المخرج عدا هاتين الصفتين ، وكذلك الدال والتاء ، وكذلك الزاى والسين ، وهذه الصفة فى الفاصل فى النطق بين كل حرفين من الحروف السابقة لتشابههما فى نفس المخرج وجميع الصفات عدا هاتين الصفتين .
الأخطاء الشائعة
تحقيق زمن الرخاوة (لا تثريب ) يجب تحقيق الرحاوة وعدم جريان الصوت بالحرف يجب أن يمشى الصوت فترة زمنية محددة الأصل فيها المُشافهة وأن ينقطع الصوت وحدة دون تدخل من القارئ لقطع الصوت أو مطة نتيجة لتكلفه وكما ذكرنا الأصل المُشافهة ؛ يجب أيضاً عدم خروج اللسان خارج الفم .
المبالغة فى إلتصاق اللسان بالثنايا العليا وهو ناتج من التكلف .
الحذر من إبدال الثاء بسين لسهولة تمكين المخرج فى السين : الإبدال يُغير المعنى (فكثّركم) (فكسّركم )
تفخيم الثاء لمجاورة حرف مقخم (أثخنتموهم )لابد من هيئة شفتين مع المرقق والمفخم (أعثرنا) (تثقفنهم) لابد من تخليص الثاء من الحرف المفخم إذا جاء قبلها أو بعدها .
لابد من تكرار الثاء عند تكرارها (ثالث ثلاثة)(النجم الثّاقب)
إذا إلتقت بسين لابد من الحذر حتى لا تأتى بثاءين أو سينين ( الأجداث سراعا ) (الناس ثلاث) ولذلك لقرب المخرج
حرف الفاء
مخرج الفاء
من طرفى الثنايا فى مقدمة الفك العلوى مع بطن الشفة السفلى (تمكين أطراف الثنايا مع بطن الثنايا السفلى)
صفات الفاء
الهمس : جريان النفس
الرخاوة : جريان الصوت
(إذ إجتمعت هاتين الصفتين فى مخرج فأعلم أن الأعتماد على المخرج فيه ضعيف (التمكين فى المخرج يكون ضعيف)
الإستفال : عدم إستعلاء أقصى اللسان (ترقيق)
الإنفتاح : عدم إلتصاق جزء من اللسان وإنفتاح ما بين الفكين .
الإذلاق : وهى الصفة المعنوية المضادة للإصمات
كل صفات الفاء صفات ضعف وهناك إختلاف على أنها أضعف الحروف لإشتراكها مع الهاء فى جميع الصفات عدا الصفة المعنوية إلا أن الهاء تزاد صفة الخفاء وهى صفة ضعف تُعرف لتُجتنب ؛ الفاء أضعف الحروف ولكن الهاء تقبل الخفاء .
الحرف الذى كل صفاته قوية هو حرف الطاء ، فالطاء أقوى الحروف والفاء أضعفها .
الأخطاء الشائعة
إبدال الفاء بحرف من اللغة الإنجليزية (v) (وذلك بعدم الدخول بعنف على المخرج ، وقد تختفى لعدم تمكين المخرج فلابد من الإعتدال .
تحقيق زمن الرخاوة (بعدم قطع الصوت أو جريان مدة أطول من الطبيعى)(زمن الرخاوة نسبى من حرف إلى أخر دع الحرف يخرج معه الصوت الخروج الطبيعى يتحقق زمن الرخاوة المطلوب فى كل حرف .
عدم تفخيم الفاء (الفاء مُرققة لا تقبل التفخيم)(لا تخف )(نُتخطف) الفاء منفتحة مستفلة فلا توجد فاء مفخمة .
إذا تكررت أو شُددت (وأن يستعفِفْن) لابد من تمكين المخرج لتخقيق النطق الصحيح للفاءين .(فلا تُسرف فى القتل )
حرف الواو (واو اللين)
وهى تحتلف عن الواو المدية لأن للواو المدية شرط وهى أن تكون ساكنة ومسبوقة بضم لا تقبل الحركة ، أما واو اللين فهى تقبل الحركة ، فهى تقبل السكون وفى حال سكونها لا يكون ما قبلها إلا مفتوح ، كما أنها تقبل الحركات الثلاث الأخر : الفتحة والكسرة والضمة
مخرج الواو (وكذلك الباء والميم )
مط الشفتين للإمام مع فرجة بين الشفتين
صفات الواو (واو اللين)
الجهر : إنقطاع النفس
الرخاوة : جريان الصوت
الإستفال : مرققة
الإنفتاح
الإصمات
اللين : أى أن الواو والياء اللينتين يتميزا بالسهولة فى الخروج وقبول الحركة بسهولة على عكس الواو والياء المدية التى لا تقبل الحركة : أى سهولة خروج الحرف
الأخطاء الشائعة
ضبط زمن الرخاوة حتى لا تتحول إلى واو مدية (ولو أرادوا الخروج)
تحريك الواو اللينة : فهى ساكنة لا تقبل الحركة ويجب يحقيق زمن الرخاوة لنتخلص من تحريكها .
فى حالة الضم قد تُسقط (فاغسلوا وجوهكم) يجب الفصل بين الواو المدية والواو اللينة .
عدم إخفاء الواو إذا بُدء بها الكلام أو إذا كانت مضمومة  (والله سميع عليم )(ولا تنسوا الفضل )(أشتروا الضلالة ) والواو فى أشتروا يطلق عليها العلماء واو اللين الدالة على الجمع .يجب إظهارها وعد إسقاطها أو إخفائها .
عند التكرار يجب الإظهار (ووضع الكتاب)(وورث)
حرف الباء
مخرج الباء
تخرج من الشفتين (وأيضاً الواو والميم ؛ يقول بن الجزرى : للشفتين الواو باءٌ ميمٌ) والفرق بين مخرج الباء والواو فى الشفتين أن الواو تخرج بإنفراجة بين الشفتين ولكن الباء تخرج بضم الشفتين أو إنطباقهما والميم من إطباق ولكن ليس كقوة إطباق الباء .
صفات الباء
الجهر : إنقطاع النفس
الشدة : إنقطاع صوت
الإستفال : الترقيق
الإنفتاح
الإذلاق
القلقلة : وسبب وجود القلقلة فى حروف القلقلة(قطب جد) هو إنقطاع الصوت وإنقطاع النفس أى الشدة والجهر .
والقلقلة تكون فى الحرف الساكن فقط : ولا تكون فى المتحرك ولا تكون فى المُشدد رغم وجود الحرف الساكن أول المشدد لعد ترك المخرج حيث ينتقل النطق من الساكن إلى المتحرك فى نفس المخرج ولكن القلقلة تأتى عند ترك المخرج فى الحرف الساكن .
مراتب القلقلة
وردت مراتب القلقلة الثلاثة فى سورة المسد (الباء المشددة الموقوف عليها أعلاها ثم الباء الساكنة أخر الكلمة ثم الباء الساكنة وسط الكلمة)
وتبّ ، كسبْ ، حبْل
زمن الباء المشددة فى القلقلة يأخذ وقت أطول منه فى الباء الساكنة والباء الساكنة أخر الكلمة وقتها أطول من الباء الساكنة وسط الكلمة
الأخطاء الشائعة
تحريك الباء حال سكونها
عدم الغنة التى تظهر فى حروف المد وبالتالى الحركات التى تلحق بالساكن من الحروف  (الغنة فى مواضع محددة لا تكون إلا فيها وهى ثابتة عن النبى صلى الله عليه وسلم فى الميم والنون فى كل حالاتها ، فى حالات إخفاء الميم الساكنة ، والنون الساكنة والتنوين مع حروف الإخفاء والميم والنون فى حالة التشديد )
تفخيم الباء : الباء حرف مرقق منفتح لا يكون مفخماً : الأسباط .
عندما تُشدد الباء يجب عدم الإختلاس من الحركات (وإلى ربّك فارغب)
عندما تتكرر (لذهبَ بِسمعهم ) لابد من الإتيان بالحركات .
إذا تكررت الباء فى كلمة واحدة لابد من ضبطها (وحبّب إليكم)
حرف الميم
مخرج الميم
 من الشفتين ، مع إنطباق الشفتين ليس قوياً وذلك لتحقيق صفة الغنة ، فالغنة لا تخرج مع إنطباق قوى
صفات الميم
الجهر : إنقطاع النفس
التوسط : هو جريان الصوت ما بين الشدة والرخاوة أقرب إلى الشدة  (حروف لن عمر)
الإستفال : وهى عدم إستعلاء أقصى اللسان عند النطق بالحرف (الترقيق)
الإنفتاح : (عد إلتصاق جزء من اللسان بسقف الحنك )وهى أن الميم تخرج بإنفتاح ما بين الفكين
الإذلاق (حروف : فر من لب)
الغنة : وهى صفة ملازمة لحرف الميم والنون فى كل حالاتها لابد من التمكين لمخرج الغنة مع حرفى الميم والنون .
الميم المشددة تأخذ حركتين فى الميم الأولى .
أحكام الميم الساكنة (تم شرحه)
الأخطاء الشائعة
لابد من بيان سكون الميم وعدم تطويل زمن الغنة حال سكونها إذ بتطويل الغنة تُدغم أو تُخفى ( وهم فيها ) (وتركهم فى ظلمات)(هم وأزواجهم)
عند سكون الميم سكون عارض (المستقيم) الحذر من قطع الصوت أو الرخاوة أو تطويل الغنة فالميم متوسطة ، ويجب هدم قلقلتها .
إذا شُددت لابد من مراعلة زمن الحركتين فى الغنة : خلق لكم من : لابد من ضبط الأداء مع القرأة .
عند تكرار الميم (أمم ممن معك ) لابد من فصل الميمات عن بعضها بالحركات .
  


علم الوقف والإبتداء
علم التجويد من معرفة مخارج الحروف وصفاتها وحالاتها يصون اللفظ القرأنى (الكلمة المفردة) عن التشويه وتغير المعنى ، أمّا علم الوقف والإبتداء فهو يصون لنا الجملة القرأنية من أن تُنسب كلمة إلى غير جملتها . صون المعانى المودعة بالجمل القرأنية يكون بشئ أخر غير تجويد الحروف وهو الذى قال عنه الجزرى رخمه الله (وبعد تجويدك للحروف لابد من معرفة الوقف والإبتداء)
تعريف علم الوقف والإبتداء
هو علمٌ بقواعد يُعرف بها محال الوقف ومحال الإبتداء فى القرأن الكريم ، ما يصح منها وما لا يصح .
فائدة معرفة الوقف والإبتداء
صون النص القرأنى من أن تُنسب فيه كلمة إلى غير جملتها .
مثال لتوضيح أهمية معرفة الوقف والإبتداء
وقف رجل يخطب فى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال فى مطلع خطبته (من يعص الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما ) ثم وقف ففسد المعنى وأصبح ومن يعصهما أيضاً فقد فسد لأنه يُقدّر للثانى مثل الأول ، مثل قوله تعالى (أكلها دائم وظلها ) أى وظلها أيضاً دائم . لما قال الخطيب هذا قال له النبى صلى الله عليه وسلم (أجلس بئس الخطيب أنت)
تعريف الوقف
هو قطع الصوت على كلمة قرأنية بزمن يُتنفس فيه عادةً بنية إستئناف القراءة ويكون ذلك أخر الأية أو أثناءها أو فى أخر السورة . كما أنه لا يكون وسط الكلمة أو ما أتصل رسماً.
ويقابله السكت
وهو لغة المنع . وإصطلاحاً قطع الكلمة عما بعدها مقدار من غير تنفس بنية إستئناف القراءة  . وعلامته وضع سين صغيرة على الحرف المسكوت عليها والكلمة المسكوت عليها تُعامل معاملة الكلمة الموقوف عليها
السكتات الواجبة عند حفص من طريق الشاطبية
وقد سكت الإمام حفص من طريق الشاطبية على أربع كلمات : ألف (عوجا ) من قوله تعالى (ولم يجعل له عوجا) بسورة الكهف . نون (من) من قوله تعالى (وقيل من راق) بسورة القيامة . لام (بل) من قوله تعالى (بل ران) بسورة المطففين . ألف (مرقدنا) من قوله تعالى (من بعثنا من مرقدنا) بسورة يس .
علة السكت (كما وضحها بعض العلماء)
حتى لا يُتوهم غير المعنى (فصل المعانى بعضها عن بعض ) فلو وصل عوجا بـ قيماً قد يتوهم السامع أن قيما صفة للعوج والعوج لا يكون قيماً ، وفى موضع يس قد يتوهم السامع أن هذا إشارة إلى المرقد وليس هذا مقصوداً ، وموضع القيامة قد يتوهم السامع أنها مرّاق على وزن فعّال وهى من المروق (والمرّاق أى من الدين أو بائع المرق) ، وموضع المطفيين قد يتوهم السامع أنها برّان وهى مثنى بر . ومع ذلك فإن حفص من غير طريق الشاطبية روى عنه عدم السكت على هذه المواضع الأربعة ولم يسكت عليها أحد من القراء العشرة إلا حفصاً .
السكتات الجائزة (سكتتان جائزتان لجميع القراء)
أخر الأنفال مع أول التوبة
ثلاثة أوجه منها السكت والوجهان الأخران الوقف والوصل
فى سورة الحاقة (ما أغنى عنى ماليه هلك ) للقارئ وجهان أولها إدغام الهاء الأولى فى الثانية والوجه الثانى سكتة جائزة
كما يقابله أيضاً القطع
 وهو لغة الإزالة . وإصطلاحاً : قطع الكلمة عما بعدها مقدار من الزمن مع التنفس بعدم نية العودة إلى القراءة ولا يكون إلا فى أواخر السور أو رؤوس الآى .ويُستحب للقارئ حين العودة إلى القراءة أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم عملاً بقوله تعالى : فإذا قرأت القرأن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم .
الإبتداء
الإبتداء : هو إستئناف القراءة بعد الوقف أو بعد السكوت فى أثناء القراءة .
تنبهات
لا يوقف على الفعل دون فاعله .
ولا على الفاعل دون مفعوله .
ولا على حرف الجر دون مجروره .
ولا على المضاف دون المضاف إليه .
ولا على المبتدأ دون خبره .
ولا على الموصوف دون صفته .
ولا على المعطوف عليه دون المعطوف .
ولا على صاحب الحال دون الحال .
ولا على العدد دون المعدود .
ولا على المؤكد دون التوكيد .
علامات الوقف فى المصحف
مـ : علامة الوقف اللازم .
لا : علامة الوقف الممنوع (لعدم إكتمال المعنى) .
ج : علامة الوقف الجائز جوازاً مستوى الطرفين .
صلى : وهى كلمة منحوتة معناها (يجوز الوقف والوصل أولى) وهى علامة الوقف الجائز مع كون الوصل أولى .
قلى : وهى كلمة منحوتة معناها (يجوز الوصل والوقف أولى) فهى علامة الوقف الجائز مع كون الوقف أولى .
(ثلاث نقاط متتاليين ) : علامة تعانق الوقف ، بحيث إذا وقف على أحد الموضعين لا يوقف على الأخر .


أنواع الوقف
إختيارى :
هو الوقف الذى يقف عليه القارئ حراً مُختاراً .
إضطرارى :
هو الوقف الذى يقف عليه القارئ مُضطراً نتيجة لإنقطاع نفس أو سعال أو غيره . وللقارئ الوقف على أى كلمة شاء بعد أن تزول تلك الضرورة ثم يُبتدئ بالكلمة التى وقف عليها إن صح الإبتداء وإلا فالإبتداء بما قبلها .
إختبارى :
وهو للإختبار عندما يسأل الشيخ تلميذه كيف يقف على موضع ما من القرأن إذا ضاق النفس .
إنتظارى :
وهو الوقف على كلمة لبيان ما بها من أوجه القراءات أو لبيان المقطوع والموصول من الكلمات القرأنية .

وكلامناً هنا على الوقف الإختيارى (جائز وغير جائز) والجائز ثلاثة أنواع : تام ، كاف ، حسن . أما الوقف غير الجائز فهو نوع واحد فقط هو الوقف القبيح .
الوقف التام
هو الوقف على كلمة قرأنية ليس بينها وبين ما بعدها تعلُّق لفظى (أى من جهة الإعراب) ولا معنوى (أى أن المعنى قد تم بهذا الوقف وما بعده معنى جديد) يوقف عليه ويُبتدأ بما بعده . وسُمى تاماً لتمام الكلام به وإستغنائه عما بعده .
أمثلة نهاية الفاتحة وبداية البقرة وكذلك جميع نهايات السور ؛ إذن عندنا أقل ما يكون فى القرأن العظيم 114 وقف تام هو نهايات السور .
نهاية الأية 5 سورة البقرة هو وقف تام يصح أن يقف عليه الإمام لأنه أعطى للسامعين معنى تام .
الوقف الكاف
هو الوقف على كلمة قرأنية بينها وبين ما بعدها تعلُّق معنوى لا لفظى (إعرابى) يوقف عليه ويُبتدأ بما بعده ويكون فى أواخر الأيات وفى أثناءها ، ومثاله : نهاية الأية السادسة سورة البقرة ليس بينها وبين بداية الأية السابعة تعلق لفظى ولكن هناك نعلق معنوى من حيث تتمة المعنى : أن الذين كفروا لن يؤمنوا لأن الله ختم على قلوبهم فلا إيمان يدخله ولا كفر يخرج منه . ورمزه فى المصحف (قلى) ومعناها : علامة الوقف الجائز مع كون الوقف أولى . وسُمى كافياً للإكتفاء به وإستغنائه عما بعده .
الوقف الحسن
هو الوقف على كلام تام متعلق بما بعده لفظاً ومعنى وسُمى حسناً لإفادته فائدة يحسن السكوت عليها . ويكون فى أواخر الأيات وفى أثناءها . وحكمه أن يحسن الوقف عليه والإبتداء بما بعده إذا كان رأس أية كالوقوف على العالمين من قوله تعالى ( الحمد لله رب العالمين ) حسن الوقف عليه والإبتداء بما بعده بل هو سُنّة يُثاب عليها القارئ زيادة على ثواب القراءة لما روى عن أم سلمة رضى الله عنها أنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ قطّع قرأته أية أية : يقول ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ثم يقف . ثم يقول ( الحمد لله رب العالمين) . ثم يقول ( الرحمن الرحيم ) ثم يقف . وهكذا إلى أخر السورة . أما إذا لم يكن رأس أية كالوقف على (الحمد لله ) حسن الوقف عليه دون الإبتداء بما بعده فإن وقف وصله بما بعده ، وإلا كان قبيحاً لو أبتدأ لأن الإبتداء بما يتعلق بما قبله لفظ قبيح . ورمز الوقف الحسن فى المصحف (صلى ) ومعناها : علامة الوقف الجائز مع كون الوصل أولى .
الوقف القبيح
هو الوقف على ما لا يتم الكلام به ولا ينقطع عما بعده كالوقف على المبتدأ دون خبره ، أو على الفعل دون فاعله ، أو على الناصب دون منصوبه ونحو ذلك ، وسُمى قبيحاً لقبح الوقف عليه إلا لضرورة . وحكمه أنه لا يجوز الوقف عليه إلا لضرورة كضيق النفس فإن وقف عليه أبتدئ بالكلمة التى وقف عليها إن صح الإبتداء بها وإلا فيما قبلها إن صح الإبتداء بها فإن وقف وأبتدأ بما بعده إختياراً كان قبيحاً . وأقبح الوقف والإبتداء الموهمان خلاف المعنى خلاف المعنى المراد كالوقف على ( إن الله لا يستحى ) من قوله تعالى ( إن الله لا يستحى أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها )وقوله (لا يهدى) من قوله ( إن الله لا يهدى من هو كاذب كفار) فمن وقف على مثل هذا وهو غير مُضطر أثم . والوقف فى حد ذاته لا يوصف بوجوب أوحرمه كما لا يوجد فى القرأن وقف يأثم القارئ بتركه ولا حرام يأثم بفعله ، وإنما يتصف بهما بحسب ما يُعرض له من قصد وإيهام وما يقصده القارئ منه كما أن الوقف على رؤس الأى سنة عن النبى صلى الله عليه وسلم .
بعض حالات الوقف والإبتداء
أمثلة على الوقف الإختيارى (أو الإضطرارى) ما حُذفت منه الألف
أيُّهَ المؤمنون : النور 31 ــــ أيهْ
يايّهَ الساحر : الزخرف 49 ــــ يايُّهْ
أيُّه الثقلان : الرحمن 31 ـــــ أيُّهْ
عند دخول حرف الجر على (ما) الإستفهامية تُحذف ألف (ما )وصلاً ووقفاً عند أغلب العرب :
عمَّ يتسائلون : النبأ 1 ـــــ عمْ
فيم أنت من ذكراها : النازعات 43 ـــــ  فيمْ
بمَ يرجع : النمل 53 ـــــ بمْ
ممَّ خُلق : الطارق 5 ـــــ ممْ
تنبيه
موضعان فى القرءان كُتبت نون التوكيد الخفيفة فى هذين الموضعين كأنها تنوين نصب وهذا على لهجة بعض العرب الذين يُعاملون النون الخفيفة المؤكدة معاملة تنوين النصب ، فالأصل فى التوكيد أن يقول الشحص : أكتبن ، أذهبن ولكن بعض القبائل العربية تقول : أكتبا ، أذهبا ولا يلتبس هذا بالمثنى لأن الحال يتدخل فى الموضوع أو فى سياق الكلام فيُعرف أنه للتوكيد ، وهذين الموضعين والذى لا ثالث لهما موضع سورة يوسف والعلق (ليكونا ، لنسفعا ) وعند الوقف نقف بألف تنوين النصب
أمثلة على الوقف الإختيارى (أو الإضطرارى) ما حُذفت منه الواو
ويدعُ الإنسان ـــــ ويدعْ (الإسراء 11)
ويمْحُ الله ــــــ ويمْحْ (الشورى 24 )
يوم يدْعُ الداع ــــــ يدعْ (القمر 6)
سندعُ الزبانية ــــــ سندعْ (العلق 18)
وصالحُ المؤمنين ــــــ وصالحْ (التحريم 4)
بعض الأحكام الخاصة (نادرة الحدوث) فى رواية حفص
الألفات السبعة
هناك فى رواية حفص عن عاصم سبع كلمات (سبع ألفات فى سبع كلمات) إن وقفنا عليها أثبتناها أى نطقناها ، وإن وصلنا تلك الكلمة التى أخرها ألف فإن تلك الألف تسقط ، هذه الألفات التى تسمى الألفات السبعة هى :
الألفات السبعة إذن هى سبع ألفات فى سبع كلمات على رواية حفص عن عاصم ، تثبت وقفاً ، وتُحذف وصلاً وهى
كلمة أنا فى كل القرأن : ألف أنا لا تُنطق عند الوصل (أنا خير منه) هذا فى رواية حفص
(لكنا  (لكن أنا) هو الله ربى )
الظنونا 10 ، الرسولا 66  ، السبيلا 67  سورة الأحزاب
سلاسلا 4 ، قواريرا 15  سورة الإنسان ( ويصح أيضاً فى سلاسلا الحذف وقفا .
علامة الألفات السبعة فى المصحف
هى عبارة عن الصفر المستطيل أو الصفر باللغة الإنجليزية ، أما الألف التى لا تنطق لا فى الوصل ولا فى الوقف يضعون عليها صفراً مستديراً مثل السكون الذى نضعه فى الإملاء الحديث (سكون مدور أما سكون القرأن فهو عبارة عن رأس حاء)
الإمالة